تدوينات تونسية

للأسف… يوسف الشاهد يلعبها صحّ

الخال عمار جماعي

إعادة الانتشار الحكومي أو ما يسمّى بالتحوير الوزاري يأتي ليدقّ آخر إسفين في نعش المعادلة التونسيّة التي إعتقدنا طويلا أنّها الاستثناء الثوري !.. لا أعتقد أنّ المكسب الديمقراطي هو في إعلاء الصوت بالشتيمة والتعيير والتهارش. ذاك أمر لو كان يغيّر لكان أنجع بالأمس وأمّا اليوم فالجميع يرى المهزلة ولا يملك لها ردّا. ولا أعتقد أيضا انّ مكسب الحريّة مطلوب لذاته عندما يدخل ضمن “قولوا ما تشاؤون فإنّي فاعل ما أريد” وذاك ما نرى !..

لا أعتقد جازما أنّ ما حصل من تغيير هو “ضخّ دماء جديدة” في حكومة تتناهشها الشقوق والأطماع والتموقع ..! فهؤلاء “الرجالات” هم استنساخ أكثر رداءة ممّن أتى بهم الباجي بل يكاد يتطابق الواحد منهم بـ”رجالاته”، أدوات تنفيذ وتعليمات !، دفعة على الحساب قبل حملة الإنتخاب (أو لعلها الإنتهاب !) للمناصرة وشدّ الأزر وتزييت الماكينة الإنتخابية !

المشهد القادم يُصنع اليوم على أعيننا جميعا وأغلب النّاس في حال من الذهول عمّا يحاك لهم.. ليس استقدام “كمال مرجان” طمعا من الشاهد في “قواعد حزب” لا قواعد له إنما هو مرشحه القادم للرئاسة خاصة أنّ النهضة يقنعها “تسامحه مع الإسلام الديمقراطي” وترى “التوافق” خيارها الأوحد لقبول حضورها في المشهد باعتبار أنّ “القديمة” هي كفيلتها عند الدوائر النّافذة أو ما يسمّى “المسؤول الكبير”!.

بقيّة “الاعضاد” يجرّون وراءهم رضا أحزابهم بالشّاهد الذي تعلّم السياسة في مطبخ النّداء (وريث التجمّع في الإنتهازية ولا أقول البراقماتية!) مما سيتيح له بسط السجّاد الأحمر للوصول إلى عهدة ثانية بنفس إسم الحزب الذي “جمّده”! رأى الشاهد أن تكوين حزب جديد قبيل الإنتخاب غير مجد (حزب البديل لمهدي جمعة مثالا) لأنها عملية إنتحار سياسي فسعى إلى السطو على شقّ من حزبه (فعلها بورقيبة قبله !) ويعلم أكثر أنه هو الأقوى (الباجي منته الصلاحية ولا يعوّل عليه !) مما سيجلب إليه باقي الشقّ عاجلا أو آجلا (شوف عاد هاك المبدئية عندهم والوفاء لسي الباجي !!!).. ماذا بقي له من عناصر تأمين جانبه ؟ اللوبيات الصهيونية ؟ “رونيه الطرابلسي” سيتكفّل بالأمر !

لا يريد الشّاهد الإنقلاب على الباجي -فهذا أمر حاصل- إنما يريد الإنقلاب على المرحلة القادمة: رئيس تشريفي (كمال مرجان) وحزام إنتخابي (القواعد النهضوية تتكفل بالمهمّة) ودعم سياسي (نهضة، مشروع، مبادرة، نداء)، تسويق دولي (الإستجابة لشروط صندوق النقد واللوبيات) تسويق داخلي (إعلام مأجور ومعارضة نابحة)..

يوسف الشّاهد يلعبها صحّ …

“الخال”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock