تدوينات تونسية

حوار الرئيس وخطاب العجز !

القاضي أحمد الرحموني
حوار رئيس الجمهورية اليوم (24 سبتمبر)، لم يكن ليخفي (على غير العادة) حالة الضعف (العجز) الظاهرة التي أصبح يكابدها في مواجهة الوضع السياسي للبلاد: من ذلك:
1. غياب المبادرة الرئاسية التي كان ينتظرها الكثير لحل الأزمة السياسية، لعل أبرزها اللجوء إلى أحكام الفصل 99 من الدستور الذي مكن رئيس الجمهورية من أن يطلب من مجلس نواب الشعب التصويت على الثقة في مواصلة الحكومة لنشاطها. ومن الواضح أن الرئيس كان على وعي بأن هذه المجازفة لن تكون لصالحه في ظل الأغلبية البرلمانية الحالية التي تدعم حسب تصريحه رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
2. عجزه القانوني (وحتى المعنوي) على دفع رئيس الحكومة -الذي كان صاحب الفضل في وجوده السياسي- إلى الإستقالة واكتفاء الرئيس بدعوته -في صيغة نصيحة- إلى التوجه إراديا إلى مجلس النواب ليطرح عليه -طبق الفصل 98 من الدستور- التصويت على الثقة في مواصلة حكومته لنشاطها. ولا يخفى أن هذه الدعوة -التي مازال الرئيس يصر على توجيهها- قد اصطدمت برفض ضمني من رئيس الحكومة رغم تشكل أغلبية برلمانية واضحة لفائدته إضافة إلى الدعم الذي حظيت به إختيارات رئيس الحكومة عند التصويت على وزير الداخلية هشام الفراتي.
3. التصريح بعجزه (لأسباب غير مقنعة) عن التدخل لدى إبنه حافظ للتخلي عن قيادة حزب نداء تونس رغم تفاقم وضعه الداخلي وتوسع دائرة الإستقالات في كتلته البرلمانية.
4. التصريح بنهاية “سياسة التوافق” مع حركة النهضة وإعلان الطلاق بينهما بطلب من حركة النهضة رغم التضحيات التي تكبدها الرئيس واتهامه “بخيانة ناخبيه”!.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock