تدوينات تونسية

ثورة الأحواز أو التحرر من الإستعمار الإيراني

أبو يعرب المرزوقي
حاولت أن أفهم المواقف من ثورة أهل الأحواز التحريرية فميزت بين ثلاثة مواقف تحددها طبيعة الإلتزام الذي يعبر عن نوع من التبعية وموقفين يمكن أن نصف أولهما بالتحليلي والثاني بالتوظيفي.
فأما المواقف الثلاثة الأولى فهي:
موقف الحكومات وموقف الأحزاب وموقف الأشخاص.
وأما الإثنان فالقصد منهما بيّن.
كلمة سريعة حول الموقفين الأخيرين:
فالتحليلي يمكن أن يكون تاريخيا ويعرف دلالة الفعل الذي يدعي البعض أنه إرهابي بوصفه بداية لمقاومة تحريرية تشبه ما حصل لارتريا بالقياس إلى اثيوبيا.
فإيران الشاهنشاهية احتلت الأحواز في الربع الأول من القرن الماضي بتواطؤ بريطاني وهي إذن مستعمرة من الدرجة الثانية لأن مستعمرها كان بدوره مستعمَرا.
والموقف الثاني توظيفي بمعنى أن هذه الثورة التحريرية يمكن أن يوظفها كل معاد لإيران فيستفيد منها وذلك ليس بالأمر الجديد بل هو من سنن التعامل بين الأعداء الذين يعتبرون عدو عدوهم صديقا في حدود ما ينفعهم به فعله. فأمريكا مثلا موقفها توظيفي.
والموقفان هذان يمكن أن يوجدا لدى أصحاب المواقف الثلاثة التي تعنينا.
ومعنى ذلك أن التحليلي يوجد فيها غطاء.
والتوظيفي يوجد فيها انتفاعا.
لكن ما يعنينا هو طبيعة المواقف الثلاثة
فالأول دبلوماسي وهو موقف رسمي لدولة إذ حتى أمريكا “نددت” بالفعل تعميما لقاعدة التنديد بما يوصف بالإرهاب فيكون الموقف رفضا للتمييز بين الإرهاب والمقاومة التحريرية.
والثاني دون الدبلوماسية الرسمية للدول وهو من دبلوماسية الأحزاب التي تتموقع.
وهي دالة على الاصطفاف في المعركة الجارية بين الثورة والثورة المضادة وتتقرب لمن ينفعها.
وما يحيرني في هذا الموقف هو ادعاء الالتزام الثوري وحصره في ما يفيد الذات.
ومن هذا موقف المصطفين مع “الممانعة” من القوميين والإسلاميين.
وحتى أكون واضحا دون لف ولا دوران فحماس من الإسلاميين وبعض أحزاب تونس من القوميين واليساريين موقفهم يفهم بالاصطفاف مع من يسمونهم ممانعين ضد ذراع أمريكا أي إسرائيل -وهم يدينون ببقائهم بحاجة إسرائيل لهم ضد الثورة- وقابلين بأفاعيل ذراع روسيا التي تحتل أربعة عواصم عربية.
لكن المحير هو اصطفاف الأفراد الذين ليس لهم التزام دبلوماسي ولا التزام سياسي بالمعنى الثاني أو الحزبي. هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا مأجورين.
فلا يوجد أحد شريف يندد بمن يقاوم لتحرير وطنه من الاستعمار إذا لم يكن أجيرا عند المحتل.
وهؤلاء هم كل من أطلق عليهم اسم مليشيات القلم العربية الخادمة لمشروع إيران في حربه على سنة الإقليم سعيا لاسترداد ما يسميه امبراطوريتهم بصريح كلامهم.
وعندي أن كل من يصف مقاومة الأحوازيين التحريرية بالإرهاب ويتضامن مع إيران عليه أن يقوم بأمرين:
1. أن يتهم أجدادنا الذين قاوموا الاستعمار بالإرهاب وخاصة المتطوعين منهم في تحرير فلسطين مثلا.
2. وألا يدعوا الانتساب للثورة في بلادهم وطعنها من الخلف في بلاد العرب الأخرى.
ذلك أني ألاحظ أن مليشيات القلم العربية الخادمة لإيران في تونس مثلا تزعم الانتساب إلى الثورة في تونس وتؤيد وائديها وناحري شعبها في سوريا ومصر وليبيا لمجرد القبول بما تفعله مليشيات السيف العربية الخادمة لإيران.
وما أظن مليشيات القلم أقل استرزاقا من مليشيات السيف التي يعترف قائدها بتمويل إيران.
وفضلا عن كوني أعتقد أن كل شعب محتل من مستعمر من حقه أن يقاومه بأداتي المقاومة اللطيفة (الدبلوماسية) والعنيفة (القتال) لأن الأولى وحدها لا تكفي فضلا عن هذا الحق الإنساني فإني لا يمكن أن أكون مع الثورة في تونس مثلا وضدها في سوريا أو ليبيا أو مصر أو اليمن.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock