تدوينات تونسية

مهمّة مستحيلة

ليلى حاج عمر
عامكم طيّب سعيد
الملوخية الخضراء تموج فوق النار،
نار هادئة تكاد تموت.
تموج كبحر أخضر
تعد بعام أخضر
فرح أخضر
نجاح أخضر
أتذوّقها
مممم لذيذة
وأنا أضعها على الطاولة فرحة
رأيت الخبز أخضر
قلب ابني أخضر
والورد في المزهرية…
وحدها قارئة الأخبار في التلفزة لم تكن خضراء.
وضعت خديّ بين كفيّ وخاطبت الخضراء اللّزجة في الصحن:
ـ طيّب أنا أطبخك كلّ سنة
وكلّ سنة تعدينني بعام أخضر
تعدين وتخلفين
فلم وطني قلبه ليس أخضر؟
وساستنا؟
والمثقفون؟
واقتصادنا؟
والإعلاميون؟
وتعليمنا.. ليس أخضر؟
رمقتني الملوخيّة بعينها الخصراء.
انتفضت
ساحت على الأرضية
في الدرج
وفي الحواري والشوارع
وعلى القهاوي.. وعلى البارات
لوّنت سيجارة مثقف مازال الصنم بداخله يكبر
لوّنتها بالأخضر
لطّخت قبّعة بوليس مازال شغوفا بالقتل
لوّحت بجناحيها كخطّاف فوق امرأة مازالت تنظّف أروقة أحلامها السهلة
انزلقت على حذاء طفل فقير
يبيع السجائر ويوميّات قديمة والعلكة
دغدغت أنف أستاذ ينتظر منحة العودة
خضّبت يد طفلة نسيت أن تفرح
سالت على وجه العسكر
صبغت شعر سياسيّ فاسد فانفجر، كلغم أخضر
ملأت فم إعلامي لا يسكت فشرقْ
لوّثت بدلة لصّ فاخر
طلت قصر رئيس نائم، على الربوة
طلته بالأخضر
فصار مقاما لوليّ صالح.
وعادت منهكة، إلى الطنجرة
تمدّدت في قاعها.. تنهّدت
ثمّ نامت.
ليلى الحاج عمر
الثلاثاء 1 محرم 1440

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock