تدوينات تونسيةمقالات

بقية حرية قبل دغرة نقابية

نور الدين العلوي
هناك حيل خطابية يستعملها أنصار النقابة للرد على كل من ينتقد الإنحراف النقابي كما تجري الآن أو منذ الثورة وهي حيل أقل ما يقول فيها أنها شمولية (توتاليتارية) لا تقبل النقد وتصادر كل حق في الإعتراض أو الإختلاف مع سياسة المنظمة وهي تذكر (إذ تطابق) سياسة التجمع عندما كنا نجرؤ على نقد نظام الحزب الواحد وعدوانه على الديمقراطية.
يقفز النقابي (الاتحادي) إلى حشاد ويضعه في مرتبة نبي… يعرف أننا جميعا نحمل إحتراما كبيرا لحشاد. باحترامنا لحشاد يصبح الطبوبي أو العباسي أو السحباني في مرتبة حشاد (نسكت).
إذا احترمنا حشاد وواصلنا نقد المنظمة يستحضر النقابي نضالا لا مثيل له ضد الدكتاتورية ويرجمنا بالإتحاد خيمة كل التونسيين وهذا باطل عشناه ورأينا عليه أدلة.
لم يكن الإتحاد في عهد بن علي إلا وسيلة إخضاع وقد كانت النقابات تستشير “الشعب المهنية” قبل أن تتحرك… ولو اتسع المجال لعددنا الأمثلة.
إذا ركزت على الشأن الداخلي يقفز بك النقابي إلى نضالات الإتحاد من أجل فلسطين والأمة العربية وقضايا التحرر لكن هل يعطينا الإتحاد صورا نضالية أكثر من أمسيات شعرية مفتوحة لأولاد أحمد والحمائم البيض ؟ ومسيرات تضامن شارك فيها الإتحاد مع التجمع كتفا لكتف.
فوق ذلك نعرف وجود نقابيين في الحزام الأوسط والقاعدة النقابية مناضلون فعلا ولديهم وعي لكن هؤلاء هم أول ضحايا النقابة لأنهم أابدا لم يخترقوا صفوفها للوصول إلى سدة القيادة ومن الغريب أن هذه النقابة تعمل دوما بأشخاص يولدون ويموتون نقابيين كأنهم ورثوا مواقعهم…
نتحدث هنا عن القوانين الداخلية للمنظمة التي لا تسمح بقادم جديد وتتلاعب بالإنخراطات وتوزعها في التراكن على المحسوبين على تيارات سياسية بعينها أي غياب كلي للديمقراطية (قلت هذا مرة في تلفزة فتعرضت إلى عنف لفظي يرغب في عنف مادي لولا أني انسحب خوفا).
المصاردة الأكبر التي يرمينا بها الإتحاد أنه لا عمل نقابي خارج الإتحاد إذ يتم تأويل الحق النقابي المدستر على أنه حق الإتحاد فقط في الإضراب.
يقع كثير من الناس في هذه التعمية الكاذبة فيسلمون أن لا نقابة إلا الإتحاد… ولا نضال نقابي خارجه… تماما كما كانت تفعل بنا الشعب المهنية…
لكل مجتمع أوثانه ولا يحافظ على الوثن إلا من فكر بخسارته من الوثن..
أنا أحد الكافرين بهذا الوثن وسدنته… فأنا على المستوى الشخصي أحد ضحايا النقابة ولكن الأمر يتجاوز الشخصي إلى الوطني… أنا أقرأ موقع النقابة ضد الثورة… منذ تفكيك القصبة 2… ولن يشفع لها عندي نضال كوادر وسطى أوصلت الثورة إلى العاصمة… لأنها عجزت عن تغيير المنظمة من الداخل بما جعلها بدورها وسيلة لقيادة خائنة كانت تقاول على بن علي…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock