تدوينات تونسية

تحوّلات.. نقابية

علي المسعودي
العمل النقابي التقليدي هو جزء أصيل من النظام الرأسمالي.. مهما صرخ في وجهه ورفع شعارات العداء !..
هو مزيّن الشعر الذي لا حرفاء له إلا كل عجوز شمطاء !
وهو يسعى فقط لتحسين شروط استغلال العمال، وليس لرفع هذا الاستغلال.. فلم يشهد التاريخ عملا نقابيا انتهى بثورة على النظام الرأسمالي، بل مؤسسات نقابية قادت ثورة ضد أنظمة “إشتراكية” لتعيدها إلى حظيرة السوق..
أعتقد أن هذا القدر من الطموح كاف، والأهداف الطوباوية لا يتشبث بحبالها إلا الحالمون بجنّة موهومة..
•••
ولكن حتى هذا الطموح انعدم في بلدنا…
لقد تعاظمت سطوة المؤسسات النقابية على قواعدها حتى تحوّلت هي ذاتها إلى ربّ العمل !
فمصير الأجراء، ترقياتهم ونقلهم، وشروط استقرارهم المهني والعائلي، أصبح كل ذلك ورقة للمساومة في يد المؤسسة النقابية.. مساومة على الولاء المطلق، وعلى أن تكون أداة ومصعدا لقيادات تحترف النضال من أجل امتهان السياسة… بما كل ما في الكلمة من اتجاهات المعنى !.
وإذا امتزج العمل النقابي بالسلطة فإنه يأخذ عنها سيئاتها وشرورها.. وأولها تجريم النقد والرأي المخالف، وإصدار صكوك الحرمان ضد كل مساس بقداسة السلطة النقابية..
كانت الطبقة الوسطى زمن الجمر تحتمي بخيمة الإتحاد من جور الإستبداد… واليوم أصبحت خيمة حشاد هي نفسها خيمة إستبداد…
اليوم، سلّمت القواعد بواقع إذلالها المزدوج… وأصبح نضالها مقتصرا على تحسين شروط إستغلالها من قبل الهياكل النقابية العليا.. والتي تمثّلهم أمام ربّ العمل !!.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock