تدوينات تونسية

ذكرى إعدام سيد قطب

عبد اللطيف علوي
اليوم ذكرى إعدام سيّد قطب، جريمة هزّت السّماء والأرض، ولم تهزّ ضمائر القومجيّين.
أحد روّاد هذا الفضاء الاجتماعيّ، وكان لي صديقا خصصته باحترام كبير، كان، ومازال، يلقّب بضمير الثّورة، وله مواقف وصولات لا ينكرها إلاّ جاحد، وله سطوة الحضور على هذا الفضاء وفي السّاحات…
تجادلنا مرّة حول الفترة النّاصريّة، وكان ناصريّا ويساريّا اجتماعيّا، ولا أعرف كيف تجتمع أشياء أثبت الواقع والتاريخ أنها لا تجتمع إلاّ في قوالب الهذيان الايديولوجي التونسي
المهمّ، دار بنا النقاش حتّى وصل إلى جريمة إعدام سيّد قطب، فقال لي بالحرف الواحد:
“آش باش تردّوهولنا؟! مونتسكيو؟!!” وراح يبرّر إعدامه بكلام صعقني صعقا، لصدوره عن ذلك الشّخص بالذّات.
صاحبكم هذا رمز من رموز ثورة الحرية والكرامة، لكن حين يجدّ الجدّ، يقفز من داخله الفاشيّ النّائم، ليدافع عن بورقيبة ظالما ومظلوما، وعن عبد الناصر ظالما ومظلوما، مادام الأمر يتعلّق بالإخوان!!! تتغيّر كلّ مفا هيم العدالة والحرية والكرامة، لتصبح على مقاس أحذيتهم.
هذا واقع… واقع حزين ومؤلم إلى أبعد الحدود!
الشهيد سيّد قطب لم يقتله عبد الناصر وحده،
لقد قتله طابور كامل من الّذين ميّزوا بين الدّم والدّم، ومازالوا يقتلونه كلّ يوم وسيبقون…
ماداموا على دين الظّالمين!
#عبد_اللطيف_علوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock