تدوينات تونسية

تقييد المباح لتحقيق مصلحة عامة

الحبيب حمام

مباح أن تتزوج الطفلة بمجرد البلوغ، يعني في سن 11 أو 12 سنة، ويجوز تقييد ذلك بسن 17 سنة تحقيقا لمصلحة عامة، كما هو جاري العمل به في بعض البلدان العربية، وليس في هذا تعطيل لشرع الله، بل تقييد لمباح لتحقيق مصلحة عامة معتبرة. واقع الحال أن الحد الأدنى من الرشد واستيعاب مسؤولية الحياة الزوجية قد تأخرا عن سن الحادية عشر.

مباح أن يتعلم الإنسان القراءة والكتابة والحساب والإيقاظ العلمي والإنشاء واللغات الأجنبية، ومباح له ألا يفعل ذلك ويكتفي بالعلم الذي يمكنه من القيام بما هو مفروض عليه، كالصلاة والزكاة. إذا فرض الحاكم التعليم الأساسي على الطفل عبر وليه، بما في ذلك قراءة وكتابة وحساب وإيقاظ علمي وإنشاء ولغات أجنبية، هل حرّم مباحا (عدم تعلم الحساب واللغات، …) وعطل شرع الله؟ كلا، هو تقييد للمباح لتحقيق مصلحة عامة: لك ألا تتعلم ولكن ليس قبل 9 سنوات من الدراسة.
مباح أن يتزوج المسلم من واحدة إلى أربع زوجات إن خاف ألا يقسط في اليتامى وضمن أن يعدل بينهن (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً). منذ الاستقلال إلى اليوم ونسبة النساء والرجال في المجتمع التونسي هي تقريبا 50% (دعك ممن يشكك في الإحصائيات بدافع الهوى ويختلق أرقاما خيالية)، فهل إذا قيّد الحاكم الزواج بواحدة يكون قد عطل شرع الله؟ والحال أنه بهذا التقييد حقق استقرارا أسريا واكتفاء بين الرجال والنساء. إذا تزوج التونسي اثنتين أو ثلاثة أو أربعة تونسيات، فقد يضطر أخته أن تنتظر سائحا ألمانيا ليخطب يدها، وقد تحتاج جارته أن تحرق إلى إيطاليا بحرا لتتزوج Marco أو Antonio. تقييد المباح هنا يحقق مصلحة عامة معتبرة.
الأدلة على تقييد المباح لمصلحة معتبرة كثيرة منها فعله صلى الله عليه وسلم، حيث نهى عن ادخار لحوم الأضاحي وعلل ذلك بالدافة، وهم الأعراب الفقراء الذين يفدون على المدينة، ثم أذن في ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا فكلوا وتصدقوا وادخروا»، ومن فعل الصحابة منع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض الصحابة من السفر خارج المدينة، فقد كان يرى جواز منع بعض الأشخاص من السفر، لحاجته إلى استشارتهم في الملمات والنوازل، وذلك لاحتياج الأمة لهم، وحرصه عليهم، حيث يخشى بذهابهم فقدان البديل لهم، وخاصة بعد مقتلة القراء، وكذلك لدرء بعض المفاسد التي تنتج من انتشارهم في البلاد، كظهور التعصب بين الناس للصحابي المقيم في مدينته في مقابل باقي الصحابة، مما يبث الأحزاب والفرق بين المسلمين.

تعليق واحد

  1. إذا تزوج التونسي اثنتين أو ثلاثة أو أربعة تونسيات، فقد يضطر أخته أن تنتظر سائحا ألمانيا ليخطب يدها، وقد تحتاج جارته أن تحرق إلى إيطاليا بحرا لتتزوج Marco أو Antonio. تقييد المباح هنا يحقق مصلحة عامة معتبرة.
    عذرا … لم أفهم شيئا

  2. إذا تزوج التونسي اثنتين أو ثلاثة أو أربعة تونسيات، فقد يضطر أخوه أن ينتظر سائحة ألمانية ليخطب يدها، وقد يحتاج جاره أن يحرق إلى إيطاليا بحرا ليتزوج رافائلاّ أو أنجيلينا = تقييد المباح هنا يحقق مصلحة عامة معتبرة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock