تدوينات تونسية

مجالس البلدية: تونس على طريق إسطنبول

عبد القادر الونيسي
زرت اسطنبول سنة 95 وهي تحت حكم العلمانيين. كل ما فيها يدعو إلى الحزن. فوضى، أوساخ متراكمة، نقل في أسوأ حالاته مع إنقطاع يومي للماء.
عدت إليها بعد خمس سنوات في زيارة للإتصال ببعض الأصدقاء هناك.
• تولى أردوغان في الأثناء بعد إنتخابات فاز بها حزبه رئاسة بلدية المدينة.
إسطنبول أصبحت غير المدينة التي تركتها والأرض غير الأرض. الجمال يسحر العين. النظافة تبهج الفؤاد. النظام يبهر العقول.
علمت أن سيد المدينة الجديد بدأ بتطهير البيت الداخلي وذلك بطرد كل مرتشي ونقل آلاف العمال الزايدين عن الحاجة إلى مناشط أخرى ثم تنشيط ومراقبة الجباية التي كانت تذهب إلى جيوب الفاسدين.
كسبت البلدية من وراء ذلك أموالا كثيرة تم إستعمالها في إستصلاح قنوات التزويد بالماء وقنوات التطهير وفي إصلاح الطرقات وفي الحدائق وفي الثقافة وتجميل المدينة.
صحيح تونس العاصمة ليست اسطنبول ولا يتشابه المواطن في كلتا المدينتين لكن ما عاينته في أحياء مدينة تونس المختلفة أخيرا وما بلغني من أخبار عن باقي الجهات يبشر بخير قادم وأن أغلب المجالس البلدية وضعت قدمها على الطريق الصحيح.
لم تكن المدن التونسية أنظف مما عليه الحال هذه الأيام وخاصة العمل الخارق الذي أنجز يوم العيد.
إرهاصات الإختراق النوعي في المجال البلدي تنبئ بكل خير وتبشر بعصر جميل قادم سيكون له قطعا أثرا على وجه البلاد وأخلاق أهلها.
التحية إلى سعاد عبد الرحيم وإخوانها أعدتم لنا أملا كدنا نفقده.
يبقى السؤال الموجع: هل سيترك إتحاد الشغل المجالس البلدية المنتخبة تعمل على الإرتقاء بالمدن التونسية أم أن للسيد الطبوبي زاوية نظر أخرى ؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock