تدوينات تونسية

أفيقوا من الغفوة يرحمكم الله

عادل السمعلي

متخرج من معهد دراسات تصرف واقتصاد وتجارة ومهتم منذ شبابي المبكر بالمسالة الاجتماعية والاقتصادية واشتغل بالقطاع البنكي منذ أكثر من ربع قرن والحمد لله وهبني الله قلما قادرا على إنتاج المعنى قررت أن اهبه لوطني ولاهلي قدر المستطاع من الفقراء والممحوقين والمظلومين والمعذبين في الأرض، سامحوني سأمارس بعض من الذاتية والغرور.

أعتقد أني إستوعب أكثر أسباب إنهيار الدينار التونسي، أفهم أكثر ضعف النسيج الاقتصادي منذ الاستقلال، ادعي أني أعرف نقاط قوة الإقتصاد ونقاط ضعفه، أتهم نفسي وبدون غرور أني قادر على الإضافة وعلى تصور الحلول الممكنة لإنقاذ البلاد من الإنهيار ولكني للأسف أجد نفسي أتحدث بطريقة لاشعورية عن كذب الإعلام ونفاق السياسيين وانتهازية المثقفين وأكتب منشورات عن الشذوذ الجنسي واللواط والسحاق وأجادل في مساواة مفترضة بين الرجل والمرأة لم تتحقق بين الرجل والرجل ولا بين المرأة والمرأة وأحتج عن انقطاع الكهرباء والماء الصالح للشراب وأتجاذب النقاش حول تأخر صرف أجور المتقاعدين، يجد المرء نفسه رغما عنه تائها بعيدا عن (الخزمة). وفي تلك الأثناء يتواصل الانهيار المالي والاقتصادي للدولة والانهيار القيمي والروحي والنفسي للأفراد.

وأما المافيات فقد بلغت مراتب متقدمة من النهب والسلب، البارحة في أحد المطاعم الفاخرة كانت فاتورة العشاء تقارب 5 ملايين تم دفعها بشيك بنكي مع إضافة 1 مليون (بوربوار)، فاتورة عشاء عادية وأسبوعية تقرييا لنساء ورجال في حين يقبع نساء ورجال آخرين في مكان آخر من الوطن بدون ان يجدوا ما يكفي لسداد فاتورة ماء أو كهرباء، بدون كبش العيد بدون إمكانيات كافية لاقتناء الأدوات المدرسية للأبناء بدون الحد الأدنى من العيش الكريم.

لم تكن أبدا المعركة بين الرجال والنساء… لافتتاك حقوق جندرية موهومة بقدر ما هو صراع أزلي ودائم بين رجال ونسائهم من طبقة السراق ورجال ونسائهم من طبقة المسروقين، انها معركة ضد اللصوص بامتياز سواء كانوا رجالا أو نساءا، لصوص المال المسروق ولصوص الوعي المسلوب، لا أحد يدافع عن المرأة ولا أحد يدافع عن الرجل، يدافعون فقط عن أرصدتهم البنكية في تونس وفي الخارج ويدافعون عن أملاكهم وعقاراتهم في تونس وفي باريس. في تونس أربعة عائلات فقط يملكون ثلاثة أرباع الثروة ويورثونها لأبنائهم الإناث والذكور في حلقة دائرية ولديهم ما يكفي من الخبث والمكر وقوة الشر ليجعلونكم تتقاتلون على نوعية جنس الملائكة وعلى من هو الأول خلقا الدجاجة أم البيضة.

يا نساء تونس ورجالها أفيقوا من الغفوة يرحمكم الله.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock