تدوينات تونسية

ماذا بقي من يوم عرفة ؟

عبد القادر الونيسي
يوم عرفة أعظم يوم عند الله.
في عالم الغيب هو يوم الإستجابة والعتق من النار وينزل فيه رب العزة إلى السماء الدنيا في واضحة النهار. سيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
أما في عالم الناس والشهادة فقد كان يوما تجتمع فيه وفود الأمة ونوابها القادمون من شتى ديار الإسلام مع حكامها تسائلهم وتحاسبهم.
في مثل هذا اليوم وقف الخلفاء الراشدون ومن بعدهم عمر بن عبد العزيز وسليمان وهارون الرشيد والمأمون والمعتصم ومن سار على هديهم بين يدي الأمة يتقدمها علماؤها للحساب والمساءلة..
تضبط الأمة خطة إدارة أمرها لسنة قادمة في مثل هذا اليوم وتبايع حكامها على الطاعة ما أطاعوا الله فيها.
تقف ساعة العالم وتشرئب أعناق هرقل وكسرى والمقوقس ومن اتبعهم ويرسلون العيون إلى جزيرة العرب تستطلع خطة أكبر برلمان لإدارة العالم.
تنطلق بعد هذا اليوم الفارق الفاصل فتوحات جديدة تحرر الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وتؤسس لمعاني العدل والحرية وتكريم الإنسان.
ولى ذلك الزمان وجاء زمن آل سعود فآختطفوا الحرمين ويوم عرفة وباقي شعائر الإسلام.
ولى الزمان الذي يعدل فيه العالم ساعته على يوم عرفة وجاء الزمان الذي يعدل فيه الأمريكان ساعة بلاد الحرمين.
جعلنا الله وإياكم من عتقاء يوم عرفة.
“لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ”

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock