تدوينات تونسية

حمّة، يمارس الدّجل على أصوله !!!

صالح التيزاوي
كلّما تكلّم “حمّة الهمامي” داهمتني أسئلة كثيرة لعلّ أهمّها: هل هو حقّا يساريّ؟ وبماذا هو يساريّ؟ كلّ مواقفه تنبئ بأنّه دجّال ينظر للتّاريخ وللواقع بعين واحدة. ينتقي من تاريخ الشيوعيّة ومن الواقع وحتّى من الإسلام ما يضلّل به النّاس.
يوهمهم بأنّ لديه حلول لكلّ الأزمات… وحلّ الأزمات مختصر عنده في أمرين: إسقاط الحكومات (حكومات ما بعد الثّورة فقط) وأعلان استعداده وجبهته للحكم. يدّعي “اليساريّة” ولكنّه وقف مع منظومة الفساد والإستبداد في خندق واحد لإسقاط التّجربة الدّيمقراطيّة الوليدة. أليسوا يمينا من أكلت رزّهم وظهرت في إعلامهم وقطعت معهم الطّريق على أبناء الشّعب؟ كيف تكون يساريّا وأنت تتردّد على إعلام رجال الأعمال المتهرّبين من دفع الضّرائب للدّولة والذين يطوّعون الإعلام و”العمل الخيري” لخدمة أجندات ليس لها علاقة بالزّواولة.
ألم تقطع الطّريق على أبناء الشّعب لصالح اليمين ولصالح من تعتبرهم “برجوازيّة متعفّنة”. تستجدي أصوات اليمين ضدّ اليمين. هل نحن أمام يساريّ بمواقف يمينيّة ؟ أم نحن أمام يميني بـ”شويّة” شعارات يساريّة؟ أم نحن أمام دجّال يتاجر بكلّ شيء وفي كلّّ شيء… يتاجر بفقر الفقراء الذين حجب عنهم كلّ أشكال التّنمية بعد الثّورة، يتاجر بشعارات الحداثة وقد تجمّد وعيه عند تجربة الرّفيق “أنور خوجة”، يتاجر بأزمات البلاد، ويتاجر بـ”الأولياء الصّالحين” ويتاجر حتّى بالإسلام، فقد تحوّل وبمناسبة “تقرير التّسعة” إلى منظّر إسلامي ليقول لمن يعتبرهم “مغرّرا ” بهم من “الدّجّالين” يقصد علماء المسلمين أن “نصوص الإرث لا تدخل في مجال العقيدة: مثل التّوحيد والموقف من النبوّة”. ويتاجر بـ”تقرير التّسعة” بدعوى أنّ “الحداثة في خطر” وهو يعلم أنّ رئيسة اللّجنة هبّت ليلة أربعطاش جانفي لإنقاذ المخلوع في برنامج تلفزيوني أعدّه للغرض “الفهري” و”بن غربيّة” وهو يعلم علم اليقين أنّ ما تضمّنه التّقرير من تلفيق ليس من أهداف الثّورة وإنّما الغاية منه صرف التّونسيين عن ثورتهم وعن أهدافها وتحويل الرّاي العام عن الأزمات التي يعيشها والتي فرضها على البلاد الحزب الفائز بانتخابات 2014 بسبب شقوقه وصراعاته الدّاخليّة على الحكم. وتاجر بالشّذوذ والشّواذّ ليقنع من يهمّهم الأمر أنًهم يمكنوا أن يعتمدوا عليه في قضايا “الحقوق والحرّيّات” وأنّه الوكيل الحصري للحداثة ولما بعد الحداثة.
كلّ الحركات اليساريّة في العالم وكلّ اليساريين الأحرار (اليسار الإجتماعي) وقفوا إلى جانب ثورات الشّعوب على جلّاديها وعلى مستغلّيها… وحده حمّة شذّ عن هذه القاعدة: ووقف ضدّ ثورات الشّعوب العربيّة على جلّاديها في مصر وفي سوريا وفي ليبيا متخندقا مع القتلة ومع الغزاة ومع الإمبرياليّة ومع الملالي ومع زعماء المليشيات والطّوائف فهل من يفعل هذا ،يساري أم دجّال؟ أمّا علماء تونس الذين وصفهم “حمّة” بالدّجل… فلا يمكن أن يكونوا كذلك لأنّهم انحازوا إلى شعبهم ضدّ من يحاولون إكراهه على حداثة مغشوشة تأخذ بالقشور ملطّخة بدماء المناضلين بمن فيهم اليسار.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock