تدوينات تونسية

أمل قائم وحب للوطن مقيم

عبد القادر الونيسي
دون سابق معرفة ولا ميعاد التقيت أخا جزائريا على رمال أحد شواطئ تونس.
أخونا طبيب قدم مع عائلته لقضاء فترة العطلة. بعد الترحاب بدأ الدكتور حديثه بالثناء على أهل تونس ودماثة أخلاقهم ورقي زادهم المعرفي مبتدئا بالحفاوة والخدمة السريعة التي لقيها عند بوابة الدخول…
أبديت له إستغرابي من إختيار الإخوة الجزائريين لتونس وشواطئها لقضاء عطلهم وأنا أسمع عن جمال وروعة شواطئ تيبازة.
تنهد وأجابني: غياب التهيئة السياحية للشريط الساحلي وغياب ثقافة الخدمات وإتكاء الدورة الإقتصادية على موارد الغاز والبترول فضلا عن الحكومات الإشتراكية المتعاقبة التي دمرت روح المبادرة الفردية وقضت على صنع الثروة الذاتية للإقتصاد.
بدأ في الثناء على الذكاء التونسي الذي جعل مستوى و رفاهية العيش في بلاده أفضل من بلدين مجاورين يملكان ثروات طبيعية هائلة.
فتح عيني على ميزات هذه البلاد ذاكرا أمثلة من رقي المعاملات و المستوى الرفيع للخدمات في البنوك و في قطاع الإتصالات و و فرة العرض للسلع الإستهلاكية…
لاحظت له أن ذلك ما تراه عين السائح لكن الحقيقة غير ذلك قاطعني قائلاً: لا أسكن الفنادق وأتجول في الأسواق وأصلي في المساجد وأخالط الناس وأرتبطت مع بعضهم بصداقات ثم أتظن أن السياح الذين يتكاثر عددهم كل سنة أغبياء لو لم يجدوا أسباب الراحة والرفاهية.
ختم قائلا لو حافظت البلاد على الإستقرار فستستقبل أكثر من عدد سكانها سياحا في السنوات القادمة.
ودعت الدكتور وفخر الإنتماء لهذا البلد يملأ كياني ولسان حالي يلعن إعلام السوء الذي أشاع ثقافة اليأس والزهد في هذا الوطن العظيم.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock