تدوينات تونسية

الشاحنة المعطوبة

الصادق الصغيري

وهو يتجول بين معدات البلديّة المركونة بالمستودع، ويسأل عن صحّة كل آلة عن حده، جلبت “شاحنة_رافعة” اهتمام رئيس البلدية، فأطال النظر إليها وساءل من حوله عن وضعيتها فأسر له أحد الموظفين، أنها شاحنة اقتنتها البلدية لإصلاح فوانيس الطرقات وتعليق اللافتات والأعلام وللقيام بمآرب أخرى، ولكنها أصيبت بخلل ميكانيكي فجئي جعلها خارج الخدمة وهي تنام بهذا الركن منذ خمس سنوات وقد أدرجت ضمن قائمة الشاحنات المعطوبة التي نستعد للتفويت فيها عبر بتة تقام في الغرض قريبا. كان الموظف يتكلم بحماس منقطع النظير، وكان رئيس البلدية يطنب في حك أرنبة أنفه بحماس أشد، أمر في نهاية الجولة الاستطلاعية إيقاف عملية التفويت وإرجائها إلى وقت لاحق.

في اليوم الموالي استقدم رئيس البلدية أحد الميكانكيين المختصين ليطلع على الشاحنة فأفاده أنها بحاجة فقط إلى قطعة يمكن لأي خرّاط بارع صناعتها وفق مواصفات فنية محددة. بعد حوالي أسبوع استعادت الشاحنة عافيتها ورجعت إلى العمل وتم بواسطتها تجديد طاقم الفوانيس المعطبة منذ خمس سنوات، ولكن العون المكلف بالتعطيب وإتمام الصفقات لم يرق له تعافي الشاحنة وعودة الروح إليها فطاف على زملائه يدعوهم إلى الدخول في إضراب مفتوح بتعلّة كثرة العمل، والمفاوضات لا تزال جارية.

كل تشابه بين هذه الحادثة وما يجري ببعض البلديات هو محض صدفة وتشابه في الشخصيات.

#ألياتالبلديةليستللبيع
#اما
البلديةواماالفساد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock