تدوينات تونسية

تقرير الحريات الفردية الأعمى

إسماعيل بوسروال
تقليد أعمى وغياب للفكر الإبداعي في تقرير لجنة الحريات الفردية
خلافا لما ورد في بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان من تثمين للفكر الإبداعي الذي ظهر في تقرير لجنة الحريات ومن إجتهادات من شأنها أن تساهم في تحديث المجتمع وتخليصه من الموروث…الخ الخ فإن التقرير كان سطحيا وساذجا ومتخلفا وفاقدا لأي مسحة إجتهاد أو لمسة إبداع للأسباب التالية :
• تبنى لتقرير مقولات الحداثة (نسخة أولى طبيعية) ولم يتبين مقولات ما بعد الحداثة… وهو موقف (جاهلي)… لأن التفكير السليم يقتضي التأمل في مجلوبات الحضارة الغربية (الحداثة) ثم القيام بنقدها وتمييز المفيد منها لللإنسانية (حريات – ديمقراطية – معرفة – تكنولوجيا – رفاهية…) ونقد المظاهر السلبية فيها (تدمير الذات من خلال المخدرات والإنحراف الخ… + تدمير البناء الإجتماعي من خلال إنفراط عقد الأسرة كخلية أساسية في المجتمع).
لقد إنخرط تقرير الحريات الفردية في التماهي من أكثر النظريات تطرفا في العصر الحديث وهي النظريات المتوحشة التي تلغي الفوارق الثقافية بحجة العولمة الإقتصادية وتجعل من البلدان النامية مستعمرات ثقافية.
لقد كان تقرير لجنة الحريات في الإتجاه المعاكس تماما لدستور الجمهورية التونسية 2014 وبالتالي فإن الشعارات التي يجب أن ترفع في المظاهرات المناهضة للتقرير يجب أن تركز أولا وأساسا على تعارضه مع الدستور… هذا بالإضافة إلى عدم ملاءمته للخصائص الثقافية والحضارية للشعب التونسي.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock