تدوينات تونسية

يوم شرِق وكاد يغرق في رِيقه

صالح التيزاوي
زهير المغزاوي وبمناسبة الجلسة العامّة لمجلس نوّاب الشّعب حول منح الثّقة من عدمها لوزير الدّاخليّة المكلّف، هاج وماج وأعطانا (شعبا وحكومة ومعارضة) درسا في الدّجل السّياسي، ولك أن تسمّيه النّفاق السّياسي.
قال بأنّه وحزبه ضدّ كلّ أشكال التّوريث… كلام جميل… لكن الأفعال تكذّبه لأنًه هو ورهطه شدّوا الرّحال لمباركة بشّار الأسد أو لمن ينوب عنه لإعلان البيعة وتجديد الولاء. أليس بشّار وريث أبيه بموجب دستور فصّل على قياسه ليوم تنصيبه؟ أم أنّ التّوريث في سوريا أمر تقتضيه “المصلحة القوميّة”، أو هو خطوة على طريق “التّحرير” ؟ فكيف يقاوم توريثا محتملا في تونس ويبارك توريثا واقعا في دمشق؟ ثمّ يمضي المغزاوي في عنتريّاته فيذكّرنا بما كان منه من مقاومة للإستبداد من قبل. فكيف لمن قاوم استبداد بن علي أن يبارك وحشيّة بشّار في سوريا وانقلاب السّيسي في مصر وتمرّد حفتر في ليبيا ويبارك حصار دجّال المقاومة لأطفال ونساء سوريا حتّى ماتوا جوعا وبردا ومرضا؟ أعروبيّ انت حقّا؟ أم دجّال يتاجر بالعروبة وبالممانعة وبالتّحرير وبالوحدة وبالإشتراكيّة؟ المغزاوي أعلن أنّه سيقاوم كلّ أشكال المقامرة المستعدّة لحرق البلاد من أجل انتخابات2011… فكيف تبارك إذا من أحرق سوريا واقعا وفعلا؟ بل ورقصت أنت ورهطك رقصة الأفاعي على جثث القتلى وفوق أكوام الخراب، احتفالا بـ”النّصر” على “المؤامرة”.
أذكر أن الأمين العامّ لحركة الشّعب وجد نفسه ذات يوم، يلقي خطاب “الممانعة” تحت لحية دجّال المقاومة حسن نصر اللّه، فأنكر على الشّعب السّوري حقّه في مقاومة الإستبداد، وتوجّه لمنتقدي بشّار وخصومه ومعارضيه بالقول “اشربوا من البحر”… قال ذلك إكراما للحية دجّال اامقاومة وإكراما لحذاء الأسد. واذكر يومها أنّه من فرط حماسته شرِق حتّى كاد يغرق في ريقه. وبحماسه المعهود واصل المغزاوي عرضه تحت قبّة مجلس نوّاب الشّعب ليذكّرنا بالمنطق السّليم في التّعاطي مع الأزمات: “موش إلّي ضدّك مع الآخر… وموش إلّي ما يصوّتش لوزير الدّاخليّة معناها مع الإرهاب”. ولكنّ ذات المنطق يصبح لاغيا عندما يتعلّق الأمر ببشّار: فمن كان ضد جرائم بشّار، فهو حتما مع الإرهاب؟ الأمين العام لحركة الشّعب حسّاس جدّا ومن فرط إحساسه: فهو يرفض هرسلة نواب الشّعب ولكنّه لا يهتزّ له جفن ولا تدمع له عين لتقتيل الشّعب السّوري وتشريده في أرضه وتهجيره إلى الشّتات لأنّه تجرّأ يوما على وريث الحكم في سوريا وطالب كغيره من شعوب الأرض بقليل من الحرّيّة وشيء من العدالة الإجتماعيّة…

زهير المغزاوي
زهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock