تدوينات تونسية

البناء هش مهما زينا الواجهة

عبد القادر الونيسي
أغلب البناء الذي تم بعد الثورة قام على جرف هار من الفساد.
بعد الثورة مباشرة وفي ظل حكومة الباجي أعاد الفساد تشكيل ذاته وبقي ينتظر السانحة ليهيمن من جديد على شتى مناشط الحياة.
الفساد الجديد متعدد الرؤوس وهو أشد وأعتى من القديم الذي له رأس واحدة.
أباطرة الفساد الجديد يهيمنون على حركة المجتمع. يحكمون قبضتهم على السياسة والأمن والإقتصاد والإعلام والتعليم والثقافة يحركون أزرار الإرهاب متى يضيق عليهم الخناق لم ينج من سطوتهم إلا الجيش وهذا الخيط الرفيع الوحيد الذي مازال يمنع البلاد من السقوط في مهاوي حكم العصابات المباشر.
دون الشروع حالا وبدون تردد في عملية شاملة يقودها القضاء شبيهة بحملة “الأيادي البيضاء” Mani Puliti ” التي قادها القاضي دي بيترو Di Pietro سنة 1992 في إيطاليا والتي أفضت إلى حل أحزاب عريقة وإيقاف رؤساء حكومات فر أحدهم إلى تونس ودخل في جوار بن علي إلى أن مات في الحمامات Bettino Craxi) 1934-2000).
دون هذه الحملة الشاملة على منابع الفساد بقيادة القضاء وحماية الجيش فإن البناء الذي بنيناه آيل إلى السقوط مهما زينا الواجهة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock