تدوينات تونسية

كلفة قارب الموت في قرقنة تفوق 500 ألف دينار

رشدي بوعزيز

تعازينا الحارة لعائلات الغرقى في مصابهم الجلل. هناك سؤال مهم تطرحه هذه العملية : لماذا يجتمع أهل حي واحد في الحرقان، ولا يجتمعون لبعث مشروع ؟ هناك أحياء حرق منها أكثر من 20 شخصا، وإذا كانت الحرقة تتكلف بـ 4000 دينار، أفلا تكفي 80 ألف دينار لبعث مشروع يساهم في تنمية البلاد ويحفظ أرواح الشباب ؟ هنالك نجاحات انطلقت من ألف وألفي دينار، فما بالك بـ 50 أو 80 ألف دينار ؟

هناك معطيان مهمان لا بد من طرحهما : غياب ثقافة المبادرة لدى شرائح كبرى من التونسيين، ونفس الشيء لثقافة العمل الجماعي والتشاركي. غيابان ولدا لهثا غير مسبوق وراء الربح السريع ومسابقات الحظ وكرس عقلية المسمار في حيط وأدى إلى رواج تجارة قوارب الموت وإلى انشغال كل إنسان بنفسه وعدم الانخراط في أفكار ومشاريع جماعية.

الأسرة مسؤولة على هذه الظواهر باستقالتها من تربية أبنائها ومن الإحاطة الجيدة بهم في هذا الزمن الصعب، وبعض الأسر شجعت أبناءها على الحرقان، والدولة مسؤولة أيضا بتهميشها لبرامج التعليم وتشجيعها لـ”ثقافة” “عصفور السطح” والزطلة و”الباندية” وتغييبها لقيم العمل والابتكار والاجتهاد والتشاركية، وهو تغييب وتهميش مقصود لأن مصالح الحكام، بتوصيات من “المسؤول الكبير”، تقتضي وجود شعوب تساق، لا شعوب تتوق إلى الإنعتاق.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock