تدوينات تونسية

الله لا تربّحك يا وليد زمّارة

عبد اللطيف علوي
نبقاش رمضان كامل وأنا نكتب على الكاميرا المرزيّه؟! الله لا تربّحك يا وليد زمّارة.
تقلّي ماو فكّ عليك آش لزّك؟ نقلّك هذاكا بالضّبط آش يحبّوا. يسمّموا مخاخ العباد على راحتهم، ويحطّموا رموز الثورة ويقلبوا القيم من غير ما يردّ عليهم ولا يقلّقهم حتى حد!
بعد عرض حلقة محمد بن سالم، تنصب سوق جديد للمزايدة، وكمّلوا بعض النهضاويّين عفسوا في العيادي، وهذا في نظري عيب كبير!
عقليّة الفيراج هذي لا تليق بكم! وأنتم تشاركون من حيث أردتم أو لم تريدوا في الاغتيال المعنوي الذي يتعرض له الرّجل!
من حقّك تعتزّ بموقف بن سالم وتثمّنه، من غير ما تساهم في القتل المعنويّ للعيّادي، وهاو الفرق بين ما حدث للرّجلين:
الفرق هو أنّ العيّادي أحسّ أنّ حياته تحت التّهديد، في حين أنّ بن سالم لم يحسّ بذلك الأمر، فتصرّف كلاهما بشكل مختلف.
وضعيّة العيادي تختلف تماما، هو صاحب مواقف سابقة وتصريحات حادّة من الموساد وإسرائيل اشتغل عليها الإعلام كثيرا، ولذلك فإنّ مسألة اغتياله كانت في ذهنه مسألة مرجّحة وقابلة للتصديق، في حين أنّ بن سالم ليست له تلك الخلفيّة، وبالتّالي كان متحرّرا من ذلك العبء.
العيّادي هرسلوه بشكل عدواني مباشر واتهموه بأنه ضد السامية وخلقوا حوله جوّا مشحونا بالرّعب، يوحي بالتحضير للاغتيال من خلال حتّى حركة الممثلين حوله وتصاعد اللهجة وأشياء أخرى كانت تحدث في الكواليس جعلته يشعر أنّ حياته في خطر!، وهذا كان واضحا تماما في نظراته وتعابير وجهه، بالنسبة إليهم كسر العيّادي كان عنده قيمة ورمزيّة خاصّة.
أمّا بن سالم لم يكن معنيّا بكلّ ذلك، ولذلك لم يشعر في أية لحظة أن حياته مهدّدة، كان أمامه عرض للإغراء فرفضه، ولم يكن أمامه ما يدلّ على تهديد حياته.
هذا لا ينقص إطلاقا من موقف بن سالم، لكنه يوضح الفرق بين الحالتين لمن يريد أن يفهم.
مايحدث في حقّ العيادي جريمة اغتيال معنوي حقيقية، جريمة إذلال، هم لهم مصلحة في ذلك، أمّا أنتم يا نهضاويّون، فما هي مصلحتكم ؟ إيّاكم أن تشاركوا فيها عن مكر أو عن غباء!
العيّادي منكم وأنتم منه، وفي الليلة الظلماء لن تجدوا سواه.
وفوق هذا ودونوا العيّادي لم يخن ولم يتنازل، الخيانة والتنازل تكون في مواقف محسوسة يمكن ترجمتها إلى أعمال تترتّب عليها نتائج، أمّا هو فلم يفعل سوى مسايرتهم بالقول، وهذا نوع من المناورة والحيلة المشروعة حين يحسّ الإنسان بأنّ حياته في خطر!
والله لا تربّحك مرّة أخرى يا وليد زمّاره!
#عبد_اللطيف_علوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock