تدوينات تونسية

علي شورّب..

محمد ضيف الله
في بلد تقوم أسطورة التأسيس فيه على زعيم “يبعث أمة” من “غبار بشر”، وتتفرع عنها أسطورة مركزها قضاء الزعيم على القُمّل في الرؤوس أو تعليم استعمال معجون الأسنان،
من المنطقي أن يعوّض علي شورّب المئات من المقاومين والأعلام والزعماء والمفكرين والإصلاحيين والشعراء والفنانين وغيرهم. يذوي محمد الدغباجي وعلي بن غذاهم وخير الدين وفرحات حشاد وعبد العزيز الثعالبي وبورقيبة نفسه، والطاهر الحداد، ومحمد علي، والفاضل بن عاشور، والحبيب ثامر، وصالح بن يوسف، وأبو القاسم الشابي، والمئات غيرهم. يموتون جميعا ويحيا علي شورّب.
لقد قيل بأن التاريخ يكتبه المنتصرون، وعندما يكون المنتصرون مثل من نراهم في صدارة المشهد، من الطبيعي أن يكون نموذجهم علي شورّب، فوحده يستحق الحياة، وليس من الغرابة أن نجده غدا في الكتاب المدرسي، أو أهم شخصية عند تلاميذنا. هزلت.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock