تدوينات تونسية

على هامش الخطاب الضحل لـ”بومبيو”

زهير إسماعيل
الأصوليتان الوهابيّة والخمينيّة اشتركتا في خدمة المصلحة الأمريكية في المنطقة كلّ بطريقته. وللإنصاف نقول إنّ عبارة “تقاطع مصالح” هي الأنسب للعلاقة الإيرانية الأمريكية، و”خدمة مصالح الأمريكان” هي الأنسب للعلاقة السعودية الأمريكية. رغم أنّٰ ضرر “التقاطع” و”خدمة المصالح” على مجالنا العربي حاصل في الحالتين.
وتمثّل حرب الخليج الثانية المسماة “حرب تحرير الكويت” وتجنيد دول عربية وخليجية من بينها قطر وسوريا ومصر لمحاربة صدّام “بروفة سعودية”.
ويمثل غزو العراق واحتلال عاصمته وتحطيم دولته وإعدام رئيسه وتنصيب بريمر حاكما على العراق، وضرب المقاومة العراقية التي انطلقت وطنية… بفتوى من مراجع علمية شيعية “بروفة إيرانيّة”… والأمثلة عديدة ومن أبرزها أفغانستان.
لكن الفرق بين سلوك الأصوليتين أنّٰ السعودية أداة ضمن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. في حين تمثّٰل إيران استراتيجية مستقلّة لدولة قوميّة لها سيادتها وقرارها المستقل حسب ضرورات الصراع في المنطقة والعالم.
وبقدر ما يحقّ للأصوليتين أن تتكلما باسم المصالح القومية بالنسبة إلى إيران، وباسم مصالح العائلة السعودية الحاكمة بالنسبة إلى السعودية، فإنّه لا يحق لهما التكلم باسم القيم والإسلام والأمّة وتاريخها ومستقبلها ومقدساتها، وهم يتحركون من أجل مصالحهم الخاصة.
خطر بذهني هذا وأنا استمع إلى التافه بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في أول ظهور له وهو يتحدث عن إيران وكأنّنا في 1979، جاعلا منها “الشيطان الأصغر”، وكان منطلق حديثه الموقف من الملف النووي الإيراني (رفض أوروبا الانسحاب منه)، وقد استغرق الملف أغلب خطابه. وعد ووعيد: ضحالة ما بعدها ضحالة.
هذا بالنسبة إلينا، وفي كل الحالات، هو خلاف/صراع المنتصرين مؤقتا على ثورة المجال العربي، ثورة الحرية والكرامة.
هو صراع على المنطقة المدمَّرة بين ثلاث استراتيجيات: إيرانية، وأمريكية/صهيونية، وروسية ميدانها المجال العربي، مع اتجاه إلى توظيف ورقة “الحق الفلسطيني”. فللمعارك الاستراتيجية منطقها الخاص، و”معجمها” الخاص. وللتاريخ مكره.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock