تدوينات تونسية

الخلفاوي وبوغلاب ولوبانة الإرهاب

أكرم معتوق

لا يستطيع خط التحرير المبني على بلبلة الهوية إلا أن يقع في فخ فزاعة الإرهاب كلما عجز عن تفسير شيء أو عن قبوله من باب حكاية “أمي يا لعور”.

البؤس الذي يجسدانه هو بؤس يسار لا طعم له تربى محجوبا عن شمس الحق فكان غير ذي طعم. لتكون حداثيا يجب أن تكون يساريا وهي المغالطة الأولى ولتكون يساريا يجب أن تعادي الهوية هكذا فهموها والأغرب أنهم الجيل الذي عرف توفيق بكار وجلبار النقاش وغيرهم ممن لا تملك إلا أن تحترمهم.
الحكاية أن زينة القصرينية أعلنت للناس خاطرا من الحيرة يعذبها وباحت في لحظة صفاء بترددها وخوفها من الله. وبقطع النظر عن وجاهة فكرة تحريم صوت المراة أو عدم وجاهتها كان من المفترض أن نفهم الحكاية على أساس كونها صوت إنسان في مناجاة مع الله ناجاه بصوت مرتفع وشارك الناس هذه المناجاة.
لم يقبل الخلفاوي وبوغلاب أن يغرد صوت غير أصواتهما ولا مجال لمخالفة ما يريانه من باب “هل علمتم من إله غيري”. فانطلقا حانقين يصنفان زينة في غير صنف الفن وساعدهما على ذلك حنق جهوي مكبوت فلم يحفظا لها عهدا.
الحق أنهما لا يرقيان ليكونا موضوع حديثي حقا ولكني كتبت عنهما كما أكتب عن مصائب الزمن لنتحاشاها.
تبلينا بهالكمشة رهوط.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock