تدوينات تونسية

يكاد الحليم يصير حيرانا

ناجي حمزة
مثّل إضراب الأساتذة لغزا شائكا وأدخل أقوى المحللين وأوثقهم رأيا في حيرة وفي فوضى التخمينات، مما جعل الكثير منهم يفضل الصمت والانتظار بدل تحديد موقف لا يطمئن إليه.
فالتحرك الأخير للأساتذة بحدّته أوقعنا في ما يشبه الفتنة التي يصعب معها تحديد موقف متوازن دون السقوط في موضع إضعاف الدولة أو مواجهة المربين ناهيك عن الإنتصار لخيار ليبرالي متوحش بتبخيس الإتحاد، فتنة أو مأزق أخلاقي لا ينفع معه حتى الحياد الذي لن يكون إيجابيا بالضرورة.
كان الوضع سيكون أوضح للفهم وأيسر لاتخاذ موقف لو لم يختلط السياسي بالنقابي، لو كان الإضراب خارج خيمة الإتحاد المسيس والذي مثلت قياداته الحالية حجر الزاوية في ما آلت إليه البلاد من وضع اقتصادي مفزع، تلك القيادات المصطفة سياسيا وأيديولوجيا والتي زكت من قبل خيارات الخوصصة وضرب القطاع العمومي.
كان الأمر سيكون أوضح لو أن الحكومة الحالية خطت خطوات صادقة في مقاومة الفساد ورسمت سياسة اقتصادية اجتماعية عادلة غير خاضعة ولا مرتهنة لإملاءات رأس المال الفاسد والدوائر المالية المانحة…
كان الأمر سيكون أوضح لو أن الشريحة الأستاذية أقنعتنا بأن القطاعات الأخرى ستضحي من أجل الأستاذ والبلاد ولن تنطلق بدورها في سيل من احتجاجات مماثلة ستنتهي بمزيد من الاقتراض والتضخم وارتفاع الأسعار تمهيدا للالتفاف على استحقاق 2019 الإنتخابي.
لذلك يصعب تحديد موقف تحفظ به تفهمك لوضع المربين ولا تنتصر فيه لجهة لا تأتمنها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock