تدوينات تونسية

للذي يريد أن يفهم

مرشد قويعة 

بعد فوز النداء في 2014 عبر أكبر عملية تحيل في تاريخ تونس الحديث كان الإتحاد من أكبر المساندين للحكومة الجديدة منذ ذلك التاريخ إلى زمن قريب بل أكثر من ذلك عبر الإتحاد العديد من المرات عن مساندته للشاهد في حربه المزعومة على الإرهاب فماذا حصل حتى ينقلب عليه 180 درجة بالتمام والكمال.

لفهم واقع الحال لا بد من لمحة تاريخية عن مسار الإتحاد فهذه المنظمة وقع تدجينها من طرف السلطة الجديدة بعد الإستقلال في مرحلة أولى وذلك بإدخال بعض رموزه للحكومة ثم بعد أحداث 1978 بتصفية قياداتها وعزلهم وأخيرا زمن المخلوع بإدخالهم لمغارة علي بابا وهو اليوم يدور في فلك الثورة المضادة ويعمل لصالح المافيات الحاكمة من وراء الستار فاتحاد حشاد وعاشور ليس إتحاد جراد والعباسي والطبوبي..
بالعودة على الوضع الراهن قلنا أن الإتحاد كان مساندا للشاهد في حربه المعلنة عندما كان يحارب فساد شفيق الجراية الذي إستعدى اللطيف وغلمانه وأحرجهم ولكن بعد تعالي الأصوات المطالبة بتعميم الحرب على كل الفاسدين والمشككة في الخطوات المتخذة لانتقائيتها فتح رئيس الحكومة ملف البنك التونسي الفرنسي الذي يمس من قريب حاكم الظل بل وأكثر من ذلك إعتبره أكبر عملية سرقة وتحيل في تاريخ تونس.
للذي يريد أن يفهم عليه ربط تاريخ فتح هذا الملف بتاريخ إنقلاب الإتحاد على الشاهد إذ يبدو أن اللطيف قرر تأديب الحكومة بإسقاطها رغم أن ملف البنك أغلق بسرعة قياسية فلا تسمع له ركزا لا في أروقة السلطات الثلاثة ولا في الإعلام “النزيه”.
للذي يريد أن يفهم الإتحاد اليوم لا يصعد في ملفات مستجدة بل في ملفات حارقة وممتدة في الزمن منذ الثورة وحتى قبل الثورة وهو اليوم يستعملها لتنفيذ المهمة المكلف بها لا أكثر ولا أقل.
للذي فهم لا الإتحاد ولا الحكومة هم من يحكمون في البلاد.
وللذي يريد زيادة في الفهم فليسال الشهيد الحي الأستاد محمد الشريف الجبالي.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock