تدوينات تونسية

النهضة، “ساشا سيدي بوسعيد” وصفقة القرن !!!

سليم حكيمي

من لا يعرف تونس، يظن أن النهضة عقدت صفقة القرن بترشيحها طبيبة الأسنان “سَاشا” عن بلدية صغيرة مثل سيدي بوسعيد. إستقبل الصحفي “بن عكاشة” مرشحة النهضة “السافرة”.. وبعيدا عن الإحتراف، وفي قلب الإقتراف كانت فضيحة إعلامية.

يذكر مؤرخو البلاط والمِلاط، أن سبب وصف نعت زوجة المخلوع بـ “ليلى دْجين” فيه قولان: فقد صح في الأثر أنه البنطَلونْ، لكثرة ارتدائها له، أو أنه نوع من الخمَرة تعشقه ليلى فتسكر حتى ترى الديك حمارا. ما يعنيني سواء صح القول الأول أو الثاني في فقه المَثاني، أن أحدهما جعل إعلاميي السابع يتوّجونها بلقب “سيدة تونس الأولى”. فلماذا حين ترتديه طبيبة يرشحها الإسلاميون يصير مُمزَّق البنطلون ثقبا في طبقَة الأوزون ؟؟؟.
السبب سادتي، أن النهضة تقضم من “مليون مرا” التي يفخر بها سدنة معبد النساء الكاذب، كلما زادت إنفتاحا زادوا إنكشافا. فهي من أبدع فكرة المستقلين في القوائم، إخترقت الجدار العازل وكسرت الصورة النمطية التي أريد لها أن تقبع فيها. وسرعة تأقلمها تقابلها سرعة تدهور غيرها بالفضائح والتآكل الداخلي. والصحفي الحاقد في تونس يتعامل مع الإسلاميين بمنطق “كانت صحّت اندبي وكان مُطرت اندبي” “ولا تقعد لا في الشّمس ولا في الظل”. يصح فيه قوله تعالى: “فَمثَله كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث” يرفض ترشيحك المحجبة والسافرة واليهودي والمسيحي والبوذي، وفي المحصّلة، أنت من طبقة المنبوذين. ويخطئ من يظن أن الإعتراض على الإسلاميين بسبب أدائهم، بل هو بسبب وجودهم أصلا. يحق لهم السجن فقط، وبما أن النمط مالك الوطن وغيرهم متسوّغ “وما يغْلبِك كان الي يقلّك اعطيني متاعي والا اُخرُجلي من مَحْلي”. و”كانْ لْطف بيك ربي” تبقى ملفا حقوقيا في أدراج العدالة الإنتقالية، وبرنامجا في سهرية على الفضائية.
ومن الغد، علمت أن الصحفي… “السَّجيع”، استضاف سليم شيبوب… فـ “عْطا للذل كارو” وقديما قالت العرب “ذو المروءة يُكرم على غير مال كالأسد يهاب وإن كان رابضا”، أما في تونس فصهر “المفجوع” يُحترم ويهاب وإن كان لِصّا قَابضا…
بعد فاجعة ترشيح اليهودي، جاءت صاعقة “ممُزق الدْجين”. ثارت الجوقة النحاسية ووحدث لها ما حدث لـ”صالح البِيرشْ” في الحومة حين يصعقه موقف فيغنّي” ” يا دينْ ازْزْزَحْ L amour قْدَحْ”.. فما يفعله الإسلاميون في تونس إنفتاح وفي جزء منه إدراك لمضغة الإندماج المجتمعي، ونهج “العدالة والتنمية” في تركيا، وهو ما يدركه العلمانيون جيدا ويخشون خطره. فهو أكبر خطر يهدد خصوم الإسلاميين وهنا الجزع والفزع، في وضع يصارع فيه “حزب النمّط” من أجل البقاء، وثبت أنه قادر على تدمير 4 بلدان وليس تسييره 4 حكومات كما ادعى زورا.
صدقا، لا تعنيني النهضة في شيئ بل نجاح من يقطع العظم بالسكين في الحكم. ولكن ما صار يقينا أننا لا نملك إعلاما بل وسائل دعاية ودعاية مضادة. أيتام بن علي وأرامل الإستبداد… الذي ترافقوا وتزاملوا فتَناهَدُوا وتلازَقوا في وصف سيّدهم، وحزنوا عليه حزن آل البيت على مقتل الحُسين، إن تكلموا عنه فبأدب النعمة وذلّ الحاجة، وإن تحدثوا عن الثورة فبحقد النقمة وصفاقة راقصة “الكافيشانطا”.
في نهاية حصته أراد “العبقري” أن يرسخ في الأذهان أن “المرشحة الطبيبة” دخلت النهضة وهي غير مقتنعة بمشروع النهضة المجتمعي ونسي أن إقتناعها يختلف عن إقتناعه بمشروع حفتر وبن زايد وسقَط متاع السياسة ونواب المسابح والعادة العلَنيّة… كانت جاهلة بينما عن علم دخل بيت الذل عن علم، بقوله وهو أحد “نجوم الإعلام في تونس الذي يضعون السابع من نوفمبر في الميزان” لقد أصبح لنا في عهد بن علي رأي حر”
غنى علي الرياحي يوما:
سيد بوسعيد يا عالي معروف بالناظور…
إعلامنا يا مقرف، أغلبك…. مأجور .
مع الإحترام للشرفاء.
صحفي من تونس

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock