تدوينات تونسية

شيخوخة

عبد الرزاق الحاج مسعود
كلّ جيوش التحرير في العالم تمّ حلّها
ولم أعد أستطيع الانخراط في جيش تحرير
وفاتني نهائيا أن أفهم حبّا جعل راقصة باليه في البيرو تخفي زعيم حركة الدرب المضيء في أكاديمية الرقص
وتُمضي من أجله خمسة وعشرين عاما في السجن
•••
ولم أعد أستطيع التضحية بليلتين دون نوم
وأتنقل بين ثلاث مكتبات في يوم واحد
للتأكّد من أن روزا لوكسمبورغ كانت ثورية وديمقراطية.. لأنها عاشقة
وأنها رغم خلافاتها مع لينين وتروتسكي وكاوتسكي وبرنشتاين
وجدت كلّ الوقت لتحبّ ليو جو غيشيز الذي فضّل أن يحبّها على أن يزيد عدد كتب الثورة كتابا آخر
•••
ولم أعد قادرا على إطالة السجود للتأمّل في وجه الله
كما كنت أفعل
أوجاع الظهر والركبتين تقطعان عليّ كل محاولة
أحاول أن أفعل جالسا أو مضطجعا
فيغلبني النوم
•••
ولم أعد أستطيع تكرار سيرة الماغوط
الماغوط الذي أحبّه وأبكي
كان له جسد ضخم ورأس بحجم فكرة
ورغبة غامضة في الغناء
حتّى أنه قال بطيبة عاشق:
“أية أغنية تريدين؟
وعلى أي إيقاع؟
وليس عندي سوى نقرات أصابعي
على قفا الصحون الفارغة
وخوذ الشهداء المجهولين”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock