تدوينات تونسية

نحن لا نكرهكم بل نكره كرهكم للحقيقة

ليلى حاج عمر
لا نحتاج الستين مؤرّخا ليحدّثوننا عن الانتهاكات فنحن قد عشناها.. سنة بعد سنة.
هناك أطفال كبروا وآباؤهم يقيمون في السّجون من أجل فكرة. لم يسرقوا ولم يقتلوا. فقط كانوا يفكّرون بطريقة مختلفة. هناك آباء ماتوا وتركوا آبناءهم في السّجون. هناك زوجات كنّ يتنقّلن من سجن إلى آخر، من الشّمال إلى الجنوب لرؤية أزواجهنّ. طريقة أخرى من طرق التّعذيب الذي يصبح عقابا جماعيّا لكلّ أفراد العائلة. هناك أموال ومشاريع وأراضي وضيعات تمّ الاستيلاء عليها وينعم بها إلى حدّ الآن من أثروا بالقوّة والاغتصاب. أستطيع تقديم أمثلة. هناك ملفّات فساد في التّعليم تسبّبت في خراب التعليم ولا يراد لها الظّهور. تقدّمت للهيئة بشهادة في إحداها. هناك أنواع من العقاب الصّامت كأن يحرم ابنك أو ابنتك من منحة للدراسة بالخارج رغم تفوّقها. أحد أبناء الوزراء السّابقين يعوّضه. ما المشكلة؟ الأولويّة لأبناء المنظومة. المنظومة التي غيّرت فقط جلدها. جلد الثّعبان. هناك من دمّره الظّلم والقهر وأفنى صحّته. هناك من جنّ. هناك من انتحر.
في ذلك الوقت كان الكثير من نوّاب البرلمان الموجودين الآن والذين يرفضون التمديد للهيئة ينجحون بالساعات الإضافيّة ويسعون إلى التموقع بكلّ الطرق الانتهازيّة المتاحة ويبحثون عن الامتيازات بأيّ ثمن.
نحن لا نكرهكم فطبعنا الحبّ. نحن نكره الظّلم ونكره كرهكم للحقيقة ونكره انتهازيتكم وغدركم بأحلام الشعب وحقّه في استرداد حقوقه وفي حياة عادلة.
لولا حلمنا لما اجترأتم علينا..
ولولا صمتنا لما استقويتم حتى كثر عواؤكم..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock