تدوينات تونسية

ليس في العمر بقيّة …

سامي براهم
… بعيدا عن المناكفات والنّرجسيّات والتّعالم… رئيسة الهيئة لم تقل يوما أنّها جهة مخوّلة لإعادة كتابة تاريخ البلد وقانون العدالة الانتقاليّة لم يَكِل لها ذلك… بل دعت المؤرّخين لإعادة كتابة التّاريح في ضوء المعطيات التي “تزعم” أنّها بحوزة الهيئة وقد صادق بيان الستّين على صحّتها…
وهذا من صلاحياتها بل من المخرجات المفترضة للعدالة الانتقاليّة تحيين ما يستحقّ التحيين من تاريخ البلد في ضوء أيّ مستجدّ توثيقي…
البعض اعتبر طلب رئيسة الهيئة صيغة أمر لا تليق بمقام حضرات السّادة المؤرّخين “كذا”… كما يستهدف السرديّة الوطنيّة “المقدّسة”.
المؤرّخ العقلاني لا يتشنّج ولا يتصرّف بانفعال… بل بتفاعل بهدوء مع هذه الدّعوة بما لديه من رصانة المؤرّخ وعدّته المنهجيّة وخبرته في قراءة الوثائق والمعطيات… فيؤكّد صدقيّة ما يستحقّ التّأكيد وينسّب ما يستحقّ التنسيب ويفنّد ما يستحقّ التفنيد…
بيان الستّين كان مزريا بمن نعدّهم في مكانة علميّة مرموقة… هذا رأيي أقوله ولا أخشى فيه لومة لائم وشتم شاتم… لم يعد في العمر بقيّة للمجاملة والمواراة… ولمعايشة ثورة جديدة…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock