تدوينات تونسية

لسوء حظّي حدث أن سمعت عبير موسي

ليلى حاج عمر
لسوء حظّي حدث أن سمعت على الإذاعة الوطنية وأنا في المطبخ جزءا من خطاب عبير موسي التي ألقته بمناسبة عيد الاستقلال.
لسوء حظّي بعد أن كنت أسمع أغنية فيروزيّة جميلة وسوس لي الشيطان أن أفتح الإذاعة ووجدت عبير موسى تكيل ما شاءت من الشّنائم لهيئة الحقيقة والكرامة. كانت شحنة الحقد والكراهية فوق المتخيّل. وكان التوعّد المعربد.
لسوء حظّي أنّي سمعت صوتها بدلا عن فيروز سفيرة النّجوم.
لسوء حظي أنّ الشّتائم التي وجّهنها تبثّ على إذاعة وطنيّة في وطن هيئة الحقيقة والكرمة هي إحدى أكبر مؤسّساته. وهي مؤسّسة دستوريّة.
لسوء حظّي أنّ الشتائم وجّهتها ضمنيّا إلى امرأة راقية لم نسمع منها طوال حياتها كلمة عيب واحدة. كلمة سوء واحدة. هي رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة.
اليوم تأكّدت أنّ المعركة ليست سياسيّة فحسب بين منظومة قديمة فاسدة تريد العودة رغم فشلها في بناء الوطن وتريد حجب الحقائق كي لا تنكشف حقيقتها وبين جديد يريد التّاسيس لوطن جديد معافى.
المعركة أيضا معركة إيتيقيّة. إنّها معركة أخلاق. معركة “مستويات”. الهابط في مقابل الراقي. وهذا يمكن تعميمه على ما يحدث من معارك كثيرة.
ليختر كلّ واحد خندقه.. لقد اخترت.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock