تدوينات تونسية

زمان كان إتحاد الشغل ضمير تونس الشعبي

عبد القادر الونيسي
إتحاد الشغل من رحاب الجامع الأعظم إلى حضن ماركس
إتحاد الشغل أصبح أداة في أيدي رهط يدفعه الحقد الإيديولوجي إلى الإنتقام ولم تعد تعنيهم البلاد ولا عمالها وهم من “حط العصا في العجلة” وعطلوا ماكينة الإنتاج ثم تراهم يتباكون على إنهيار القدرة الشرائية للمواطن ويتطاولون على الدولة بنية إذلالها والتي ما كانوا يتجرأوون على رفع رؤوسهم أمامها زمن بورقيبة الذي تنكر لهم وتفنن في تحقيرهم بعد أن أوصلوه إلى السلطة عقب إنقلاب صفاقس الشهير.
وازداد الحال سوءا مع بن علي الذي كان يسمي ويعزل من يشاء من قيادة الإتحاد بعد أن وضع زعيمهم حبيب عاشور قيد الإقامة الجبرية دون أن نسمع لهم احتجاجا وبقوا على تذللهم حتى عشية الثورة وبيان 11 جانفي 2011 الفاضح شاهد على خستهم.
وضعوا أيديهم في أيدي إتحاد الأعراف لضرب المؤسسات العمومية دون غيرها وجريمتهم النكراء في حق ريحانة الإقتصاد الوطني شركة فسفاط ڨفصة التي انتقلت من أكبر ممول لمداخيل الدولة إلى العجز عن دفع جرايات عمالها شاهدة عليهم.
عندما بدأ حشاد في الإفصاح عن نية تأسيس الإتحاد في أربعينيات القرن الماضي قامت عليه شراذم اليسار المنتمية حينها لنقابة المستعمر CGT فآحتمى بالزيتونة ومشائخها فكان الشيخ الفاضل بن عاشور أول رئيس للإتحاد والشيخ محمد صالح النيفر أول أمين مال. تتجول الآن في دور الإتحاد فلا تجد أثرا للعمامتين.
زمانها كان الإتحاد ضمير تونس الشعبي يقارع المحتل ويدافع عن المستضعفين وينزع عنهم لباس الذل والخنوع ويعلمهم العزة والكرامة.
بعد الثورة سقط الإتحاد في فخ جبهة اليسار الحاقد وأصبح أداة للإنقلاب على الشرعية وإثارة المعارك الإيديولوجية (صحيفة الشعب أسوأ من البديل لسان حزب العمال سابقا) والتطاول على مؤسسات الدولة وإنهاكها ونشر الفوضى بعد أن يئس اليسار الإستئصالي من صندوق الإنتخابات.
تأسس الإتحاد في رحاب جامع الزيتونة كتعبير عن أشواق الشعب للحرية وللعدالة الإجتماعية وللدفاع عن الهوية الإسلامية ليصبح أسيرا عند عدو الأمس الذي سعى إلى كتم أنفاسه في المهد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock