تدوينات تونسية

من قاذورات الأفعال

محمد بن نصر
المؤرخ خالد عبيد الذي استنجد به القصر لينقذه من “وثائق ابنة سدرين”، لم يقل أن الوثائق غير صحيحة ولكن قال أنها معلومة منذ وقت طويل. يعني أن السيد المؤرخ على علم بهذه الوثائق التي شرعت لنهب ثروات البلاد ولكنه درسها بدم بارد ولم تثر حفيظته ولم يتكلم عنها ولم ينشرها باعتبارها شأن فرنسي يتعلق بمقاطعة فرنسية تحمل اسم تونس.
لا أدري لماذا حينما يخون جندي وطنه نسمي ذلك خيانة وطن ويترتب عنها ما يترتب من عقوبات ولكن حينما تكون الخيانة بالفكر والقلم نسمي ذلك وجهة نظر ونتعامل معها وكأنها أمر عادي. ترتفع الأصوات و يرقص مهرجو القنوات التلفزية على ما تفه من الأقوال والقضايا ولكن حينما يتعلق الأمر بالسيادة الوطنية، بالتجسس وبنهب خيرات الوطن تصم الآذان وتخرس الألسن ولا تنطق إلا تهوينا منها أو تزيينا لها. صحيح أن ابن خلدون قد تكلم عن تقليد المغلوب للغالب ولكنه لم يكن يتصور أن يصل به الأمر إلى أن يصبح مدافعا عن مصالحه، ساكتا عن جرائمه في حق الوطن والشعب. إنه لأمر عجاب كيف تنقلب الموازين وتنخرم المعايير.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock