تدوينات تونسية

صبايحي برتبة مؤرّخ

صالح التيزاوي
ما إن أعنت هيئة الحقيقة والكرامة أنّ بحوزتها وثائق تاريخيّة هامّة تفيد أنّ من لقّب نفسه إبّان حقبة حكمه “المجاهد الأكبر” قد وقّع على وثائق تمنح فرنسا مواصلة نهب الثّروات الباطنيّة بعد “الإستقلال” في بلادنا غير مبال بحجم ما نهبت فرنسا إبّان الإحتلال المباشر.
ما إن صدر الإعلان عن السّيّدة سهام بن سدرين حتّى توقّعنا ردّا من دولة الإحتلال إمّا عجرفة وعنصريّة وإمّا تبريرا (لأنّها لا تستطيع إنكار وثائق التّاريخ). أمّا أن يأتي الردّ عن طريق كلابها فتلك وقاحة لا يقدر عليها إلّا “قوّادة فرانسا”. أحد هؤلاء “صبايحي” برتبة مؤرّخ عرف بدفاعه عن المنظومة القديمة وتشكيكه في الثّورة، فقد صوابه وراح يطرق أبواب المنابر الإعلاميّة ليقنع التّونسيين بـ”براءة” فرنسا من “تهمة” نهب ثرواتنا، مستخدما حججا في منتهى السّخافة كالقول بأنّ استغلال النّفط في تونس بدأ بعد العام 1960 وسط ذهول شعبيّ عارم. كيف يمكن لتونسي محسوب على النّخبة ويقدّمه إعلام العار على أنّه “مؤرّخ” أن يكون وقحا إلى حدّ تبرئة الإحتلال من نهب ثروات البلاد؟ لقد اختار “الصبايحي” أن يقف في وجه هيئة دستوريّة وطنيّة، هي من استحقاقات الثّورة المجيدة خدمة لطبقة من السّفلة الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الإحتلال وربطوا مصيرهم برعاية مصالحه: المتمثّلة أصلا في الإستيلاء على القرار الوطني. مؤرّخ “الغلبة”حفيد “الصبايحيّة” بدل مطالبة الإحتلال بتعويضات عمّا نهب ومازال ينهب من ثرواتنا فإنّه نصّب نفسه محاميا عنه، مستأنفا دور المستشرقين الحاقدين في تخريب الوعي الجمعي وتزييف التّاريخ..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock