تدوينات تونسية

سنن الله قائمة قبل وبعد بني إسرائيل

الحبيب حمام
نؤمن بأن سنن الله قائمة بإذنه، لا مبدل لها، ولا علاقة لها بتصرفات البشر. ونؤمن بالمعجزات التي هي تعطيل محدود في الزمن لسنن الله، من طرف واضع السنن سبحانه، لغاية هو أرادها.
وقد تكون المعجزة بطلب من القوم. فهو تعالى خالق الجراثيم والمكوّنات البيولوجية الدقيقة، وهو الذي جعل الأجسام المُكوّنَة من خلايا حيّة، كاللحوم والثمار والبقول وأجسام البشر والحيوانات، تخنز وتتآكل بفعل الجراثيم وعند درجات حرارة معينة ووفق سننه، ولا علاقة لهذا الخنوز* بكون بني إسرائيل ادّخروا المن والسلوى في وقت ما (سنين التيه). فخنوز المُكوّنات البيولوجية الحية وفسادها من سنن الله القائمة قبل وبعد بني إسرائيل، ولا علاقة له بتصرفاتهم.
عاقب الله بني إسرائيل مرّات كثيرة (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)، ولكن ليس بتغيير سننه تعالى، بل في إطار سننه سبحانه، عاقبهم ببغيهم بالسبت وبمنع الصيد وبتحريم أشياء عليهم وبالتيه 40 سنة وبعدم دخول الأرض المقدسة وبالتسليط عليهم من يسومهم سوء العذاب… وكل هذا في إطار سنن الله تعالى.
لذا أتمنّى على أهل الإختصاص أن يراجعوا الحديث في الصحيحين: “لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ ، وَلَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ”. وبالله التوفيق
* الخنوز: هو بفتح الياء والنون وبكسر النون، والماضي منه خنز بكسر النون وفتحها، ومصدره الخنز والخنوز، وهو إذا تغير وأنتن.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock