تدوينات تونسية

تحليق فوق عش الوطن

عبد القادر الونيسي

وضع إجتماعي و سياسي يدعو للتحفز والإنتباه. حزب حاكم دون مبادئ ولا قيم ولا أهداف واضحة. فضائحه تزكم الأنوف، خلطة عجيبة بين النظام القديم واليسار وحفنة من الانتهازيين والفاسدين.
الشريك الصوري وهو الحزب الأكثر شعبية يعيش تحت هاجس الخوف ربط نفسه تحت وطأة إكراهات خارجية بشريك عاجز وفاسد وفوت على البلاد فرصة البديل الأفضل لحكم يزداد تدهورا يوما بعد يوم.
معارضة يصح فيها قوله تعالى “إن تصبكم حسنة تسؤهم”، أغلبها ولاؤها لبشار وللإمارات أكبر من ولائها للوطن.
الفصيل اليساري الإستئصالي فيها لعب دورا تحريضيا في أحداث الشغب الأخيرة.
إتحاد الشغل رغم ماضيه المجيد البعيد تخصص بعد الثورة في تدمير الثروة الوطنية وتعطيل ماكينة الإنتاج (آخرها فضيحة التفصي من المسؤولية في إضرابات الحوض المنجمي).
رجال أعمال تربى غالبهم داخل منظومة الفساد وسرقة الدولة. لا يرون في الوطن إلا بقرتهم الحلوب.
تعليم في أسوأ حالاته بالغ في المطلبية المشطة. تخلى عن مهمة التربية ولم يفلح في مهمة التعليم. (ما يتعلمه التلميذ من فساد في المدرسة يفوق ما يتعلمه خارجها).
إعلام يسيره المال الفاسد والأجندات المشبوهة يسعى حثيثا إلى الاجهاز على ما تبقى من الأواصر الأخلاقية والاجتماعية. مختص في إشاعة الفتن ونشر الكراهية فاتحا منابره لكل أفاك أثيم. نقابات أمنية تقودها عصابات مهمتها حماية الفاسدين ومحاولة العودة إلى مربع ما قبل الثورة.
لكن في المقابل مؤشرات تنبئ بقدرة هذا الشعب على أن يظل واقفا.
أولها وقوفه صفا واحدا في وجه من أراد زعزعة السلم الإجتماعية نهاية العام المنقضي كمقدمة لإنقلاب تدبره أطراف خارجية معلومة.
ثانيها استنفار المجتمع المدني للوقوف وقفة رجل واحد أمام عصابات النقابات الأمنية عندما خططت للإفتئات على الدولة وردها خائبة خاسئة منكسرة.
آخرها شباب شرب الحرية ولن يرضى بالعودة إلى سنوات الإستبداد والقهر وحكم البوليس.
مؤشرات عدة تؤكد أن هذا الشعب عصي على أعدائه. الأستنفار واجب على المدى المنظور وعلى المدى الطويل:
أولها: الإستعداد للنزول إلى الشارع عند أي محاولة للإرتداد عن مسار الحرية والديمقراطية لأنه الضامن الوحيد بعد الله لترقي شعبنا ولو بعد حين. دون الغفلة كذلك عن تحصين المجتمع على المدى الطويل من خلال: السعي إلى الإحاطة بأسرنا تربية وتعليما وأخلاقا استلهاما من قيم الإسلام العظيمة ومتطلبات التحظر والتطور. الانخراط فرادى وجماعات في مشاريع الخير والإصلاح والثقافة والإعلام حتى ولو اقتصر دور أحدنا على إماطة الأذى عن الطريق. تأسيس روابط لحماية السلم الاجتماعي لأن خطر الفتن وضرب وحدة المجتمع أصبح يترصد بلادنا ليأتي على ما تبقى من بنيانها. انخراط أهل الثقة والمرؤة والكفاءة في الانتخابات البلدية القادمة فهي عنوان الإصلاح وبناء المجتمع الجديد. “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock