تدوينات تونسية

اللّصّ والإعلام

صالح التيزاوي
هل جانب الصّواب توفيق بن بريك، عندما شبّه بعض الإعلاميين بـ”القمل”؟ لأنّهم يقتاتون من الأوساخ. وهل أخطأ شفيق جرّاية (أوّل السّاقطين في الحرب على الفساد وآخرهم) عندما قال ملمّحا إلى خصمه اللّدود: “يشد عليّ كلابه، نشدّ عليه كلابي”؟.
لقد اتّخذ بعضهم من الفضاءات الإعلاميّة ملاذات آمنة وحوّلوها إلى أوكار لنشر بذاءاتهم في إطار ما يقومومون به كمخالب للثّورة المضادّة نظير “خبز” مغموس بأعراض النّاس وبكذب فاق كلّ التّصوّرات. بعضهم أعلن توبة ماكرة مباشرة بعد الثّورة، وصل أمرهم إلى حدّ الإعتذار، ولمّا أيقنوا أن الثّورة لا تحتاج إلى مليشيات قلميّة، انقلبوا عليها وتابوا عن توبتهم. صبية االسّابع من نوفمبر المشؤوم بعضهم خصّص برامج للحديث عن “ماء زمزم” ومع أنّه ليس من شعائر الحجّ ولا من شعائر الإسلام إلّا أن طرحه في هذا الوقت هو نوع من العهر الإعلامي. في البلاد مشاكل لا حصر لها يمكن أن يشتغل عليها الإعلام الحرّ والحرفي، فلماذا اختاروا “ماء زمزم”؟ لست معنيّا بعقائدهم فهم أحرار فيما يعتقدون ولكنّ هذا لا يعطيهم الحقّ في السّخرية ممّا يرمز إليه “ماء زمزم” من عقائد ومقدّسات لدى غالبيّة الشّعب التّونسي.
صبيّ آخر من صبية المخلوع “وخّر وقدّم” وقال “قرقنة عندها POTENTIEL يفلّق”. هل بمثل هذه التّفاهة وبمثل هذه الرّكاكة وبمثل هذه الرّداءة يمكن أن تحلّ مشاكل القطاع السّياحي. يزيد “يوخّر ويقدّم” ويقول “هاو قريب بشرى مش تقدّم عمل لجنة الحرّيّات توّا نشوفو شكون تقدّميّ” رحمة اللّه على نزار قبّاني: “خلاصة القضيّة توجز في عبارة …لبسنا قشرة الحضارة والرّوح جاهليّة”. مازال أولاد الـ”الحقبة النّوفمبريّة” يعتقدون أنّ السّخرية من عقيدة الشّعب عنوان على حداثتهم المزعومة. صبية السّابع من نوفمبر قدّموا للشّعب الجواسيس على أنّهم خبراء وأعطوهم “حقّ الرّدّ” في محاولة بائسة لتبييضهم. فعلوا ذلك مع المدعوّ “م. ج” وحرفته: الدّجل والجوسسة.
ويفعلونها هذه الأيّام مع من خرّب الرّياضة في تونس بشهادة مختصّين ونهب المال العام ولمّا اندلعت ثورة الحرّيّة والكرامة هرب مع عصابة الطّرابلسيّة خوفا على رأسه، بعد أن هرّب ما نهب من المال العام، ثمّ عاد في إطار صفقة أُدخل بمقتضاها السّجن ثمّ أفرج عنه في إطار “تسوية” ظالمة، حيث أرجع للدّولة بعض الدّنانير لينفرد هو كما آخرين بالمليارات المنهوبة من قوت الشّعب وصحّته وتعليم أبنائه… هذا اللّص المهوس بسرقة مال الشّعب والذي قضّى حياته يلهث وراء المال الحرام كلّما شمّ رائحته، يطل علينا في إعلام أولاد الـ”الحقبة النّوفمبريّة” ليعطينا دروسا في من يجب أن يحكم تونس: “وارد جدّا أن تصعد “النّوّاحة” إلى كرسي الرّئاسة”… تلك أمانيّكم يا عصابة السّرّاق. لصّ المال العام بعد أن حلق لحيةً كان قد أرسلها أيّام الرّكض وراء “التّسوية”، “طلع وهبط” وقال: “أفكاري ليست بعيدة عن اليسار”. هذه مسألة يكذّبها أو يصدّقها اليسار، على كل تونس ما بعد الثّورة لم تعد تلاحق أبناءها بسبب أفكارهم، كما كنتم تفعلون في “تجمّع الخراب”، وذلك من أفضال الثّورة التي لا يعترف بها اللّصوص من أمثالك… لا جدوى من التّمسّح باليسار واليساريّة بحثا عن “النهر المقدّس”. ولتعلم أنّ اللّصّ في كلّ الدّنيا لا يسأل إن كان يساريّا أو يمينيّا، وإنّما يسأل عن إرجاع ما نهب ثمّ يودع السّجن ليكون عبرة لغيره من اللّصوص.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock