تدوينات تونسية

كائنات تلفزية لـ “أحزاب صوتية”

إسماعيل بوسروال
تابعت، كمواطن تونسي، تقديم قائمات المترشحين إلى الإنتخابات البلدية 29 أفريل و 6 ماي 2018 وتبين أن الأحزاب السياسية التي غطت كامل الجمهورية هما حزبان فقط وهما حركة النهضة وحركة نداء تونس… إلى جانب القائمات المستقلة التي استفادت من مناخ الحريات السياسية التي أتاحتها ثورة 14/17.
ولكن اللافت في المشهد هو فشل رهيب للأحزاب (الصوتية) والشخصيات (الكرتونية) ذات الرصيد (التلفزيوني) التي استعمرت الفضاءات الإعلامية وسلاحها الوحيد هو خطابها التآمري والإقصائي والعنصري والفاشي فلا برامج لها ولا حلول ولا نشاط لها يذكر على الميدان ولم تمنعها لا السلطة ولا الشعب ولا القوانين من أن تصل بالناس وتقنعهم بالإنضمام إليها.
التمس عذرا للأحزاب الحديثة التي لم تكتسب بعد تجربة كافية ولكن أمقت تلك الوجوه الكالحة الماكرة التي يفتح لها منشطو البرامج السياسية المجال فسيحا لتنشر الإفتراء والأكاذيب وتحبط العزائم وتتكهن بعدم قدرة الأحزاب على الترشح وعلى نفور الشعب من المشاركة في الإنتخاب. لقد ثبت أنها ظاهرة صوتية واسطوانة مشروخة مجترة من 2011، معبأة ومبرمجة بالبترودولار وما شابهه من اليورو والدولار ذهبت الأموال في التخطيط للمؤامرات والتجسس على الشعب التونسي بدل نشر الوعي في صفوف التونسيين ليقبلوا على بناء بلدهم طبق الديمقراطية التشاركية.
هل يستفيق الإعلام التونسي من غفوته ويتخلى عن منابر تعتمدها بعض “الشخصيات” للصراخ العبثي ؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock