تدوينات تونسية

الخلط المتعمد بين مواطنين يهود والصهاينة

عبد القادر الونيسي
يخلط كثير من الناس بين تكليف الولاية الكبرى والتكليفات الأخرى لرعاية مصالح الدولة والرعية.
طائفة أخرى من المتفيقهين تتحدث عن الولاء والبراء دون علم وأغلبهم يوالي أعداء الأمة سرا.
على مدار التاريخ وخاصة في عصورها الذهبية إلتجأت الخلافة إلى وزراء وسفراء وأمناء على الأسواق وعلى المهن المختلفة من اليهود والنصارى واستعملتهم في رعاية مصالح الناس.
كان لهم سهم في إشعاع الحضارة الإسلامية في شتى مناحي الحياة والشواهد كثيرة في بغداد وإسطنبول…
في تونس كان لليهود دور محمود وخاصة يهود ليفورنو “Livourne” الذي قدموا بثروات عظيمة استصلحوا بها مجالات عدة صناعية وتجارية وفلاحية وجعلوا من تونس أكبر مرفأ بحري جنوب المتوسط في القرن السابع عشر.
تفوق تونس على جيرانها في ضروب عدة يعود بدرجة كبيرة إلى الإستفادة الحاصلة من هذه الهجرات.

على مدى عصور أختارت الذاكرة الإسلامية حاتم الطائي النصراني رمزا للكرم والسمؤال اليهودي رمزا للوفاء كانت عندها في قمة مجدها وعزها وهذا ما جعلها الحضارة الأطول عمرا والأكثر إنسانية في تاريخ البشرية.
أفهم ضغط مظلمة العصر الحاصلة في فلسطين على ضمائر الناس لكن حذاري فالذي يسعى إلى دفعنا إلى الخلط بين مواطنين يهود والصهاينة هو نفس العدو الذي يدفع في الجهة المقابلة إلى الخلط المتعمد بين الإسلام والإرهاب.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock