قلب زجاج وعقل منارة
الخال عمار جماعي
الفايسبوك قائمة قيامته لحدثين لا علاقة لهما ببعض.. وكلّ يغنّي على ليلاه !.. تعذيب المتوحّد وتهويد قائمة بلديّة..
ذوو القلوب الزّجاج مثلي لم يستطيعوا أن يكملوا المشهد الوسخ الذي أتته إحدى العاملات بمركز “الإحاطة بالمتوحّدين من الأطفال”.. مثلهم نفرت دمعة من عيني وفسد مزاجي تماما.. البعض زايد بالموقف السياسي (لو كان قد حدث هذا في زمن كذا وكذا !!) فوجدت قرفا.. بعضهم زايد بالعاطفة (لو.. لكنت !) فوجدت نفسي يتيما متوحّدا.. فقد وصلنا قيعان الوساخة يا أبناء الوسخة !!.. ولست أدري هل للمتوحّد القدرة على الاحتجاج أو الصراخ أو البول على وجوههم ! وبمن يلوذ هذا المتحمّل ما لا تحتمله الجبال ؟!.. ويؤلمني قهرا أن تبيّض بعض قنوات الصرف الإعلامي ما حدث !!.. هؤلاء يريدوننا أن نموت كمدا والله..
ذوو الجماجم الهادئة مثلي رأوا في انضمام “سيمون اليهودي” لقائمة النهضة ما يدعو للسؤال المركزي من جديد: هل نحن في دولة مدنيّة أم في دولة عنصريّة تفرز مواطنيها على الهويّة؟!.. أفهم ألاعيب النهضة وأقر لهاّ أنها “ضربة معلّم” دون الدخول في النوايا ! ولكن ما يمنع من هذا ؟.. ولا أفهم تململ خصومها من هذا الأمر إلاّ أن يكون في نيّتهم إعادة الاستقطاب البغيض!.. لماذا التركيز على هذه القائمة بالذات ؟!.. ألا يمكن أن يتسرّب التكفيريون والقوّادة وأصحاب الثارات القديمة من الجهة الأخرى ؟!.. المواطنة هي الرقابة لا الوشاية.. أولى بكم أن تسألوا عن القانون الإنتخابي على القوائم وغياب مجلة السلطة المحليّة والمال الفاسد الذي سيقع ضخّه قريبا.. والأهمّ كشف مؤامرة المراكنة في توزيع المقاعد !
ها أنا -أنا المتوحّد النّاطق- بين قلب كالزّجاج و جمجمة منتبهة كمنارة ساحل..
“الخال”