تدوينات تونسية

النّهضة وأمّ الولد …

سامي براهم
في تقديري حسم ما تتعرّض له حركة النّهضة في ما تراه حملات تشوييه تستهدفها عبر القضاء ليس مجديا في مرحلة تأسيسيّة يلتبس فيها الأمر بين النقد والتّحريض وبين كشف الحقائق والثلب وهتك الأعراض وبين الاستقصاء ونشر الإشاعة…
ليس مجديا ليس لأنّه غير مشروع فالتقاضي حقّ دستوريّ وحقّ من الحقوق المدنيّة والسياسيّة، ولكن لأنّ هذه الحملات ليست تجاوزات أفراد بل ظاهرة مصاحبة لكلّ استحقاق انتخابي قائم على الاستقطاب الهووي يراد منه كسر الخصم و تحقيق ما لا يمكن أن يحقّقه الصندوق بشفافية ونزاهة.
المطلوب من النّهضة ومن كلّ حزب مستهدف أن لا يمارس نفس ما ينتقده ويعيبه على غيره سواء في إطار الدّفاع أو المنافسة حتّى لا يزيد من تعفين المناخات السياسية والانتخابية وأن يراهن على ذكاء النّاخب التّونسي ووعيه ونضجه السياسي.
اختارت النّهضة “براديغم أمّ الولد” في تمشيها السياسي وكسبت منه سياسيّا وأخلاقيا أكثر ممّا كسبت من المغالبة والصّدام والمواجهة وأنصفها النّاخب التّونسي في مناسبتين وطنيّتين رغم تحفّظه على الكثير من أخطائها ورغم حجم القصف والتّحشيد ضدّها لأنّ جزءً مهمّا من النّاخبين لا يزال يقيّم منظومة الحكم من خلال المعيار الأخلاقي القيمي قبل البرنامج السياسي.
هذا ما يجب أن يستوعبه خصوم النّهضة حتّى لا يقدّموا هدايا مجانيّة لخصومهم ومنافسيهم.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock