تدوينات تونسية

النداء هو وريث التجمع وريث حزب الحاكم زمن بورقيبة

الأمين البوعزيزي
آش معناها؟
معناها حزب الدّوْس على الدستور والاستبداد.
الدستور لم ينه الاستبداد خلال مسيرة الشعوب التائقة إلى التحرر من نير الحكام المتألهين منذ آلاف السنين. الدستور سلاح الشعوب لتقييد الاستبداد عبر إلزام الحكام بالاحتكام إلى القانون في تدبير الشأن العام.
الحزب المسمى حزب الدستور؛ داس على الدستور طيلة نصف قرن واستبد بالسلطة؛ ولم يغادر الحكم إلا بثورة شعبية.
في أول مناسبة أتيحت للتونسيين سنة 2011 اختار التونسيون القطع مع منظومة الاستبداد. اختاروا مشهدا حاكما من رحم المعارضة؛ عجز عن ترجمة أشواق التونسيين ذات ديسمبر.
علاش؟
ليس فقط لأن الحزب الأغلبي الذي نال ثقة الناخبين لم يتصرف باعتباره انتخب في مناخ ثوري. وليس فقط لأن المشهد السياسي المنتخب وجد نفسه في مواجهة معارضة أشرس منه زمن الاستبداد وزمن الملحمة الديسمبرية وجدت نفسها خارج الصندوق الذي رتبته بنفسها. وليس فقط كون وظيفة الإنتخابات إفراز حكومات وظيفتها إدارة النظام وليس تغيير النظام.
وإنما لأن الانتخابات جرى خوضها في قلب السيستام وبشروط السيستام!!!
وتلك خطيئة أو ورطة معارضي الاستبداد…
في ثاني إنتخابات أمكن للتونسيين تغيير الحكام بالانتخاب عوضا عن الانقلاب… لكن الحكام الجدد كانوا من رحم نظام ثاروا ضده!!!
علاش؟؟؟
لأن رأس المال قادر على اشتراء الديموقراطية حكاما وبرلمانا وإعلاما ونخبا بالمال!!!
– آش معناها نمضمضوا على الديموقراطية؟؟؟
– لا. ممكن…
– كيفاش؟؟
– بالعنف الثوري؟؟؟
– أبدا؛ لم يكن العنف ثوريا عبر التاريخ؛ كان دوما أسلوب السلطة في مواجهة الثوريين. كان الثوريون دوما ضحاياه. الثوريون يثورون لتجريد المستبدين من أدوات البطش والعنف وإرهاب الشعوب.
دوما ينجح المستبدون في العنف لكنهم يفشلون في خوض معركة الديموقراطية لذلك يركبون ظهرها لوأدها والعودة إلى الاستبداد.
– هل سينجح النداء في العودة إلى الاستبداد بعد أن ركب ظهر الديموقراطية؟؟؟
– لا؛ لكنه سيعطل الاحتكام إلى الديموقراطية حتى يضمن الإنقضاض عليها مرة أخرى… وهذا… لتأييد الاستبداد الديموقراطي…
– ما دليلك في ذلك؟؟؟
– ميزة النداء / السيستام أنه أذكى من ضحاياه. هذا العام مثلا أجّل الإنتخابات البلدية لأن سبر الآراء الذي أجرته له كبرى المراكز الفرنسية أظهرت أن الفائز هم معارضوه أبناء الشعب العميق.
– لكن السبسي أعلن عن تاريخ الإنتخابات!!!
– صحيح؛ لكنه أعلن عن ذلك بعد أن تسلح بنتائج سبر الآراء المذكور.
– آش قالولو؟
– أعطوه بالتدقيق ما ينبغي فعله قبيل الإنتخابات لتغيير وجهة الناخب. من الإرهاب الإعلامي المختص في معارك الهوية والهوية المضادة وصولا إلى الإرهاب الدموي الشغال بالريموت!!!
– والحل؛ هل نستسلم؟؟؟؟
– أبدا؛ بل نقاوم وننتصر.
– كيفاش؟؟؟
– الإقتناع أولا أن معركة الديموقراطية ليست مطلبا شعبيا وإنما هي بعد معركة الديموقراطيين؛ مما يستوجب مزيدا من البسالة في حراستها.
والاقتناع ثانيا أنه لا خوف من الانقلاب الفجّ؛ للروح الوطنية لجيشنا؛ ولتهافت وفشل صناعة أدوات فاشية تحت مسمى “نقابات” أمنية جامحة لا تلقى ثقة لدى أغلبية الضباط المهنيين ولا جيش الأعوان الذين لا طموح لديهم إلا ما يكفل كرامتهم وحقوقهم.
والاقتناع الراسخ أن خيار العنف لن تنتصر فيه إلا سلطة المال والسلاح القادرة في دقائق على إطلاق شركات الإرهاب الداعشي لخلط الأوراق في يوم واحد.
والاقتناع ثالثا أن إستراتيجيات الهيمنة الإمبريالية لم تعد متحمسة للاستبداد المتخلف الذي لم يعد قادرا على ضبط الشعوب.
والاقتناع أولا وأخيرا أنه يتوجب على الديموقراطيين الإنتصار أولا على تخلفهم في خوض معركة الديموقراطية:
لن ينتصر الديموقراطيون إلا إذا كانوا الفرسان الأبرز في معركة السيادة في مواجهة لصوص الأوطان.
لن ينتصر الديموقراطيون إلا إذا اعتبروا النضال الإجتماعي الأفقي في الجهات المذلولة معركة ديموقراطية يتوجب خوضها عوضا عن الخوف منها وشيطنتها.
لن ينتصر الديموقراطيون إلا إذا تحلوا بقيم الفلاح الذي يصبر على شجرات النخل والزيتون ويرويها بعرقه حتى تينع وتثمر.
لن ينتصر الديموقراطيون إلا إذا قطعوا مع عقلية الربح السريع التي يقترفها القواد الذي يمتهن البطرنة للتربّح من البغاء.
ساعتها فقط سينتصر الديموقراطي على نداء اللصوص وفاشية الشبيح؛ لصوص إرادة الشعوب في تقرير مصيرها !!!
ساعتها فقط سنحاصر الكيان الصهيوني ببستان الحرية.
ساعتها فقط ستتوفر أرضية النصر وتفكيك الكيان الصهيوني الكولونيالي الوظيفي غير القادر على العيش والاستمرار في غير غابة التوحش العربي؛ وإن أسقط طائرة في بركة الدم السوري المسفوح غدرا !!!
– لنطلق معا معركة الديموقراطي الفلاح في مواجهة “الديموقراطي” البطرون.
– لنطلق معا معركة الديموقراطي المقاوم في مواجهة الفاشي الشوفيني المقاول…
—————– لنصبر ونثابر ونضحي ونضحي في سبيل إنتصار على معركة زمن المواطن العربي… إنها معركة طويلة وشاقة ولن ينتصر فيها إلا من تسلح بصبر الفلاحين عشاق الأرض?.
طوّلت عليكم؛ مو هيك?.
الأمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock