تدوينات تونسية

“تعب ديمقراطي” !

أحمد الرحموني
رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء
في أوربا وأمريكا بدأ الملاحظون يتحدثون عما يسميه بعضهم “التعب الديمقراطي democratic fatigue” بعد أن فقد عموم المواطنين في دول كثيرة ثقتهم في الديمقراطية ونتائجها.
وفي هذا يورد الكاتب البلجيكي “ديفيد فان ريبروك” في كتابه “ضد الإنتخابات: دفاعاً عن الديمقراطية” أن “متلازمة التعب الديمقراطي هي اضطراب لم يوصف بعد بشكل كامل، لكنها هي ما تعاني منه العديد من المجتمعات الغربية بالتأكيد !”.
ومن مظاهر هذا التعب ما نراه هناك من تراجع في عدد المشاركين في الإنتخابات.
وعلى سبيل المقارنة (وإن كانت المقارنة لا تصح تماما !) نلاحظ في بلادنا قبل ثلاثة أشهر من يوم الإقتراع في أول انتخابات بلدية بعد الثورة (6 ماي 2018) أجواء باهتة وتشاؤما من جانب التونسيين بشأن أداء النخبة السياسية فضلا عن أغلبية منهم يعتبرون أنفسهم غير معنيين بالإستحقاق الإنتخابي (وهذا ما أكده ضعف الإقبال على التسجيل في قائمة الناخبين والإنتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا).
ورغم أن ما نشهده ليس ديمقراطية “حقيقية”، فإان ثقة الناس في الإنتخابات والأحزاب والخطاب السياسي والوعود الأنتخابية والشخصيات السياسية هي في أدنى مستوياتها !.
فهل أصبنا بالعدوى وداخلنا التعب ؟ أم أن الذي داهمنا ليس تعبا ديمقراطيا بل هو من مخلفات الإستبداد ؟. وماذا نحتاح حتى نداوي هذه “الشيخوخة الديمقراطية المبكرة” ؟!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock