تدوينات تونسية

موسم الهجرة إلى الشمال والإصلاح الصحي المحال

منذر ونيسي
في ظل القانون الفرنسي الجديد الذي يسمح بعمل الأطباء التونسيين بفرنسا دون قيد أو شرط وفي ظل الخراب الذي يشهده قطاع الصحة وتسلط الهواة والجهلة عليه وتقدم أطباء وإداريو “بو دورو” ممن لهم خبرة بضعة أشهر في القطاع العام لتحمل مسؤولية خطيرة في الوزارة وأمام الإهانات الموجهة للأطباء الشبان بحرمانهم من شهائدهم بتعلات خبيثة والظلام الدامس الذي يخيم على المستشفيات العمومية وحتى بعض المصحات الخاصة، ما الذي يمنعنا من الهجرة وترك هذا البلد لأهله ولمن تسلط عليه…؟؟
في ظل التدخل السافر للنقابات والأحزاب وبعض الشخصيات النافذة في عمل وزارة الصحة وإبعاد متعمد للكفاءات الوطنية وتقديم الفاسدين والراكدين والمؤلفة قلوبهم للمناصب العليا لم يعد لأبناء تونس إلا الهجرة والهروب من هذا الجحيم…
أطباء شبان في عمر الإبداع يتسلط عليهم جمع من العجزة والخُشب المسندة ممن ضاقت بهم أروقة الوزارة…
هؤلاء يقفون حجرة عثرة دون تعيين الشباب بتعلات واهية حتى ظننا أن المناصب ملك لمن تجاوز الخمسين أو شارف على الستين أو تحصل على الأستاذية في الطب أو منصب مدير أو مدير عام في زمن “بو عنبة” أو حتى في زمن “كول اللحم يا دجاج” خلال السنوات الأربعة الماضية..
الهبوط المريع للعلاج ولهيبة الأطباء والمؤسسات الصحية والقطيعة التامة بين المواطن ومنتسبي القطاع الذين ضاع مجدهم إلى الأبد بين حزب وآخر وحكومة وأخرى لا ينبؤ بخير ويدعو كل ذي ضمير إلى الهجرة لأن البقاء مع هؤلاء إنتحار بطيء…
القيام بثورة على الموجود بالوزارة والمؤسسات والوقوف أمام تسرب الوصوليين لمواقع القرار وإعطاء الفرصة للشباب والكفاءات والوقوف في وجه اللوبيات والنقابات المنفلتة وبعض بارونات الأحزاب، تبعث فينا بعض الأمل فعل يستطيع أصحاب القرار فعل ذلك الآن؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock