تدوينات تونسية

فضيحة معهد الصحافة

عبد الله الزين الحيدري
طرد المجلّة التونسيّة لعلوم الاتصال من قائمة المجلاّت العلميّة المعتمدة بجامعة الملك سعود. (خبر أفادنا به الأخ، الزميل د. حبيب بن بلقاسم)
ما الذي يحدث بمعهد الصّحافة حتى يُكتب لمجلّته العلميّة هذا المصير البائس بعد أن كانت تستقطب جهابذة علوم الإعلام والاتصال من الشرق والغرب. فَشَطبُها من مصفوفة الدوريات العلميّة المعتمدة بجامعة الملك سعود علامة سوداء نالت من المجلّة ومن البيئة “الأكاديميّة” التي تصدر منها. للتذكير فإنّ جامعة الملك سعود مصنّفة ضمن أفضل عشر جامعات عربيّة حسب التصنيف العالمي لعام 2017.
سقوط المجلّة التونسية لعلوم الاتصال بهذه الصّورة هوّ الحدث الفضيحة، الكاشف لحالة الهون التي يعيشها معهد الصحافة على جميع الأصعدة، وقد سبق أن أشرت إلى ذلك في تدوينة سابقة عرضتُ فيها نصّ المراسلة الرّسميّة التي أرسلتها لمدير المعهد عام 2012 قصد تطوير المجلّة شكلا ومضمونا.
فعندما يجتهد الواحد منّا للارتقاء بالتدريس وبالبحث العلمي وبالنشر، ويرتطم اجتهاده بذبذبات الإقصاء والتراخي والتهاون والفساد، الصّادرة من داخل المؤسّسة الجامعيّة، يكون السقوط مدويّا للمؤسّسة. المراسلة المشار إليها لم تحرّك ساكنا لمتلقيها، كان بالإمكان أن تُعرض على هيئة تحرير المجلّة وتُناقش وتكون منطلقا لمشروع يُخرج المجلّة من العَتمة التي تتخبّط فيها.
ماذا يعني سحب المجلّة من سجلّ المجلات المعتمدة بالجامعة المذكورة أو بغيرها من الجامعات الأخرى؟
يعني
أوّلا تجريد المجلّة من مصداقيتها العلميّة.
ثانيا عدم اعتماد البحوث المنشورة بها في الترقيات العلميّة.
ثالثا ضرب مصداقيّة هيئة التحرير العلميّة.
والوضع على هذا الحال، ماذا بقي لكي يكون نظام الترقيات في المعهد سليما، وسأعود في موضع آخر بإذن الله إلى هذه الناحية لكشف حالة من حالات الاستهتار بالمسؤوليات العلميّة والتجاوزات الخطيرة في إدارة الترقيات العلميّة بمعهد الصحافة وتوزيع الألقاب العلميّة بما يرضي بعض الأطراف الفاعلة في موضوع الترقيات.
ألا ينال هذا الوضع من سمعة المؤسّسة الجامعيّة التونسيّة.
أختم كلامي بالإشارة إلى ورقة علميّة كنتُ أرسلتها إلى المجلّة التونسيّة لعلوم الاتصال بتاريخ 11 جانفي 2016، قصد نشرها، وإلى اليوم، ونحن في أواخر جانفي 2018 لم يصلني ردّ من الأطراف المعنيّة، حتى نفهم كيف يتمّ التفريط في مجهودات ثمينة سهر عليها رجال صادقون.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock