تدوينات تونسية

الفرنكوفونيّة امتدادًا للعربيّة

سامي براهم
العنوان ليس مجاراةً لزيارة رئيس الفرنكوفونيّة في العالم، الذي طرح أثناء زيارته تنمية الفرونكوفونيّة المتراجعة في تونس “آلاف الأصفار سنويّا في اختبارات الباكالوريا”.
بل هو من الاستنتاجات الكبرى التي وردت في محاضرة الدّكتور سمير مرزوقي أستاذ اللغة والآداب الفرنسيّة منذ يومين في كليّة الآداب بمنّوبة بمناسبة ندوة نظمتها جمعيّة قدماء الكليّة حول الشعريّة العربيّة والغربيّة.
وقد أورد في مداخلته الثريّة بنوع من الأسى أنّ الفكر الأروبي الذي كانت فرنسا رائدة له لا يقبل إلى اليوم الاعتراف بحجم تأثير الثقافة العربيّة وخاصّة الأدب العربي في الثقافة الفرنسيّة والأدب الفرنسي على وجه الخصوص، واستشهد بنصوص فريدة لأدباء وشعراء فرنسيين مشهورين نصوصهم تكاد تكون اقتباسا من نصوص أدبيّة عربيّة شهيرة، ومن أطرف ما استشهد به نصّ لفيكتور هوغو من ديوانه أسطورة القرون (La légende des siècles) هو ترجمة حرفيّة لسورة الزّلزلة من القرآن.
الفرنكوفونيّة متجرّدة من نوازع الهيمنة والاستلحاق هي مواصلة للمثاقفة والتناصّ والمناقلة والتّأثير الثقافي المتبادل بين العربيّة والفرنسيّة.
للفرنسيّة جماليّتها ومخزونها الأدبي والثّقافي الذي يحمل في باطنه شواهد بليغة على حجم التّداخل الثّقافي مع العربيّة وآدابها رغم محاولات طمسها بسبب غلبة النرجسيّة والمركزيّة الثقافية الفرنسيّة والنّزعة العنصريّة المعادية للعرب. يمكن أن يشكّل بناء علاقة صحيّة ناضجة مع الفرونكوفونيّة حافزا للتّواصل مع أحدى الامتدادات الثقافيّة للذّات ومع عنصر من عناصر الثّراء الفكري المتبادل بين الثقافتين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock