تدوينات تونسية

تركيا ليست عربية، والحمد لله

إسماعيل بوسروال
تركيا – أمريكا : لات حين مناص !
1. لات حين مناص
وردت هذه العبارة في القرآن الكريم و تعني (ليس وقت فرار) من خلال قوله تعالى في صورة (ص): “كمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ”.
ويمكن ان تنطبق هذه العبارة القرآنية البليغة على الاوضاع الحالية في شمال سوريا حيث “لا مفر من مواجهة تركية-أمريكية” لان الاستهداف الامريكي لتركيا واضح للعيان ولا يخفى على القيادة والشعب والجيش في تركيا.
2. عفرين، عملية عسكرية لها ما قبلها
تشن حاليا القوات المسلحة التركية عملية عسكرية “بكل حزم” على منطقة عفرين التي اتخذتها “قوات سوريا الديمقراطية” منطقة تجميع فصائلها المقاتلة.
واذ حسمت تركيا موقفها بشكل لا تردد فيه فلانها تدرك “شراسة” الخطة الجهنمية التي تنتظرها.
تتكون قوات سوريا الديمقراطية من مقاتلين اكراد اغلبهم اتراك ولا يمثل العرب فيهم سوى 3% وتشرف عليه قيادة من حزب العمال الكردستاني التركي.
تتلقى قوات سوريا الديمقراطية السلاح من الولايات المتحدة الامريكية وكلفتها امريكا بتحرير الرقة من “تنظيم الدولة الاسلامية” ومنعت القوات السورية النظامية.
3. داعش وقوات سوريا الديمقراطية في يد أمريكا
اتضح لتركيا كما اتضح لايران ان القوى الغربية وخاصة الولايات المتحدة لا ترغب في القضاء على “داعش” بل تخطط لاستخدامها في اعمال عدائية ضد تركيا وايران.
لقد أشرفت (قوات سوريا الديمقراطية) على خروج مقاتلي داعش، من الرقة، سالمين ومعهم اسلحتهم… في انتظار نقلهم الى (ملاذات آمنة) لتوظيفهم في مهمات “تخريبية” ضد تركيا وايران.
كما تم منع النظام الرسمي السوري من شن اي هجوم على “داعش” وتواطأت روسيا-بوتين مع الامريكان في هذه النقطة فلم يتدخل (الطيران الحربي الروسي) في المعركة ضد داعش في الرقة ذلك ان سلاج الجو الروسي كان حاسما في ترجيح كفة النظام السوري وحلفائه في الحاق الهزيمة بالتنظيمات المسلحة وخاصة في حلب وادلب وحمص.
تفاهمات امريكية-روسية لتقاسم النفوذ في سوريا ادى في الوضع الحالي الى سيطرة (القوات الامريكية والتنظيم الموالي لها) الى مساحة تقارب 30% من التراب السوري بالاضافة الى انها تحتوي على اهم الثروات النفطية وهي وضعية لا ترضي روسيا ولا تقبل بها وتدفعها الى ان تنظر بعين الرضى الى “عملية عفرين”.
4. تركيا ليست عربية، والحمد لله
تأكدت تركيا ان (رأسها مطلوب) وليس الراس اردوغان او الحكومة او الجيش… راسها مطلوب بمعنى (استقلالها الوطني).
امريكا واروبا الغربية، منظمة الحلف الاطلسي تسعى كلها الى اعادة تركيا الى بيت الطاعة ووضعها تحت الوصاية… ان القوى الاستعمارية الغربية لا تقبل بتركيا الصاعدة الناهضة، تركيا القوة الاقتصادية النالية الصناعية الاستراتيجية التي تحررت من الديون والقروض والتبعية… لقد كشف الاستعمار الغربي عن وجهه المتوحش عندما هلل للانقلاب العسكري الفاشل في 15 جويلية 2016 والذي كان نقطة فارقة في مصير تركيا الحديثة، سعد الغرب الحاقد بانقلاب عسكري جاء للاطاحة بنظام ديمقراطي على النمط الغربي (حلال علينا الديمقراطية وحرام عليكم).
الحمد لله ان تركيا ليست عربية ولم يحدث فيها ما حدث لمصر من نكوص على الاعقاب حيث نجح الاتقلاب العسكري الدموي في اعادة عقارب الساعة الى الوراء وحرمان الشعب المصري من حقه في تقرير المصير.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock