تدوينات تونسية

حفريات حول أصول الطغيان

نضال السالمي
الطّاغية ليس ذاك الأبله الّذي يسكن قصور الرئاسة وينظر للشعب باحتقار ويكذب ويتوعّد في خطاباته الحماسيّة..
الطّاغية الحقيقي هو أنت، روحك الحاقدة.. فكرتك المتعصّبة: هناك تسكن روحانيّة الطغيان وتنمو وتزدهر.. أمّا الرئيس الطاغية فليس إلا الممثّل الشرعي لخلاصة الطغيان داخل بلاد الشعوذة نخبة وشعبا.
ألا تلاحظون معي مثلا.. أنّ جميع الجماهير في كلّ الأحزاب والتيّارات تتشوّق بحثا وجوعا لطغيان جديد ؟؟
الإسلاميون عموما.. يريدونه طغيانا إسلاميّا.
اليساريّون يريدونه شيوعيّا.
التجمعيّون يريدونه بوليسيّا.
القوميّون يريدونه عسكريّا.
أنا مثلا أبحث عن ديكتاتورية المُصلحين والمفكّرين والحكماء الأحرار.
وأنت.. يمكنك أن تصارح نفسك بنوع الطغيان الّذي يريح أعصابك وأحقادك.
فبحيث.. الطغيان كما الشعوذة كما الإرهاب يمثّل تعبيرا صادقا عن حالة إنحراف مجتمعي تامّ.. إنّه النّقيض الصريح لروحانيّة المحبة والتراحم والتفكير الحرّ.
ولذلك كلّه، من يريد الثورة على الطّغيان، أقول له بوضوحٍ تامّ: حرّر نفسك من الطغيان ترى العالم حرّا جميلا..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock