تدوينات تونسية

هذا أوانك يا إعلام لتتطهّر

صالح التيزاوي
إبّان موجة الإحتجاجات الأخيرة وما رافقها من أعمال تخريبيّة طالت منشآت عامّة وخاصّة، استغلّ مرتزقة الإعلام السّيساوي الفرصة لتوجيه سيل من التّهم للرّبيع العربي عموما، وللثّورة التّونسيّة خصوصا، وأظهروا فائضا من الشّماتة بتونس وبثورتها.
لماذا الحملة على تونس؟ إعلام العسكر في مصر كما إعلام “أولاد زايد”، يعتبرون الثّورة التّونسيّة مسؤولة مسؤوليّة مباشرة عن موجة الثّورات العربيّة التي أطاحت بنظم مستبدّة، وأدخلت الهلع والرّعب في أخرى، مازالت تتوجّس خيفة من عدوى الثّورة والحرّيّة. لغة التّشفّي بدت واضحت في “إعلام العسكر” في محاولة بائسة لإقناع عامّة النّاس بأنّ الثّورات العربيّة “مؤامرة”، كما يردّد الشّيوعيون والقومجيّون في بلادنا. مؤامرة على من ؟ على بن علي ؟ أم على حسني مبارك؟ أم على القذّافي؟ أم على عبداللّه صالح؟ أم على طرطور الشّامّ الذي استباح وطنا من خيرة الأوطان لكلّ غزاة العالم وأراذله ومجرميه ؟ وأيّ خير يوجد في هؤلاء حتّى يتآمر عليهم النّاس ؟ وأيّ إنجازات حقّقوها لشعوبهم حتّى يخشاهم العالم فيتآمر عليهم؟
الآن وقد بلغ السّيسي ذروة الجنون في الإستبداد، وأصبح يعتقل كلّ من تحدّثه نفسه بالتّرشّح لمناقسته على كرسيّ الرّئاسة، حتّى وإن كان ينحدر من “أصول” عسكريّة. وعلى الرّغم من أنّ “سامي عنان” لا يمثّل خيار الثّورة. هل يفعلها إعلامنا ويعكس الهجوم انتصارا لتونس فقط ولثورتها؟ لا نتوقّع من إعلامنا شيئا من ذلك لأنّه يرى في مجرّد الحديث عن استبداد العسكر إدانة للثّورة المضادّة وللأحزاب الإنقلابيّة في تونس التي ارادت استتنساخ التّجربة المصريّة، ورقصت طربا على جثث القتلى في مصر وفي سوريا. إعلامنا يرفض مجرّد الخوض فيما آل إليه وضع الحرّيّات في مصر لأنّه يقدّر أنّ ذلك يصبّ في مصلحة الثّورة التّونسيّة وخياراتها في الحرّيّة والدّيمقراطيّة كما يصبّ في مصلحة الأحزاب المحسوبة على الثّورة. ولن يكون في مصلحة الأحزاب الإنقلابيّة سواء بطريقة ناعمة (النّظام القديم) أو بطريقة عنيفة (الأحزاب ذات المرجعيّة الشّيوعيّة الأرتودكسيّة).

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock