تدوينات تونسية

الصادق القربي وحاتم بن سالم على رأس وزارة التربية… ما الفارق ؟

إسماعيل بوسروال
أثار تعيين الصادق القربي على راس الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري استغرابا من الرأي العام الوطني في حين مرت عودة حاتم بن سالم إلى وزارة التربية بسلاسة نسبية حتى وان تمت معارضة التسمية باعتبارها عودة رموز المنظومة القديمة.
اشتغلت متفقدا للمدارس الابتدائية طيلة (25 سنة) اي ربع قرن (بالاضافة الى 15 سنة في التدريس والادارة والارشاد البيداغوجي) وعايشت الاصلاحات بأصنافها والوزراء على اختلاف مميزاتهم الشخصية والفكرية… وقد كانت الادارة التونسية دخلت عهد الرشوة والمحسوبية (قضاء/امن/ديوانة/تعليم/صحة…) منذ ضعف مؤسسة الرئاسة وصعود دور عائلة الرئيس آنذاك (آل بن علي) والدور الضاغط لعائلة زوجة الرئيس (آل الطرابلسي).
ليس لي معلومات دقيقة حول أداء سي حاتم بن سالم عندما تولى الاشراف على وزارة التربية في أواخر عهد بن علي ولكن ما أنا متأكد منه هو تفشي الرشوة في عهد سي الصادق القربي… ففي حين كانت الرشوة -في الانتداب- قبل سي الصادق محدودة ومرتبطة برموز محددة عبر قناة آل بن علي مثل (قيس بن علي) وقناة آل الطرابلسي (ليلى الطرابلسي) فان عهد سي الصادق القربي شهد انتشار الوسطاء المرتشين في جهاز وزارة التربية وفي المحيط العائلي لبعض المسؤولين وشراء الضمائر بخدمة نواب البرلمان وممثلي النقابات (يمكن العودة الى تقارير دائرة المحاسبات).
ان تسمية الصادق القربي على راس مؤسسة وطنية يثير استغراب من عايشوا تلك الفترة، لا لنقص في الكفاءة العلمية، بل لافتقاره الى النزاهة عند أداء مهامه… وقد قامت ثورة الحرية الكرامة ضد الفساد والاستبداد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock