تدوينات تونسية

قصة بانون وخطورة الإعلام البديل

أحمد القاري
ينافس (ستيف بانون) رئيسه السابق ترامب في الحضور في كتاب (نار وغضب) بسبب خطورة دوره في وصول ترامب إلى البيت الأبيض وفي رسم سياسات عامه الأول.
أهم أداة استخدمها (ستيف بانون) للظهور في ميدان السياسيين المحافظين في أميركا، وهو ميدان شديد الازدحام هو موقع الأخبار والرأي (شبكة أخبار برايتبارت). وهو موقع مولته عائلة محافظة ثرية. ويذهب بعض المحللين إلى أن أثره الإعلامي يرجح تأثير قناة فوكس الإخبارية برغم أن الأخيرة حققت مداخيل تفوق مداخيل الموقع ألف مرة.
تميز (بانون) بخطاب لا يعرف التراجع ولا الاعتذار. فمثلما لا يبالي الرجل بقواعد الملبس والمظهر لم يبال بما يتعارف عليه من مجاملة وكياسة في التعبير عن المواقف وفي معاملة الخصوم.
وقد تمكن من نقل هذا السلوك إلى ترامب خلال الأشواط الأخيرة من الحملة الانتخابية. فكان ترامب يعمد للهجوم على خصومه وعلى الإعلام كلما أثيرت حوله فضيحة أو زوبعة إعلامية بسبب تصريحاته وسلوكه الأرعن.
أسلوب بانون كسب المعركة وخلط أوراق السياسة الأميركية. ورغم أن خطاب السياسيين في أميركا لم تكن تنقصه البذاءة والإساءة لبعضهم البعض، فقد انتقل مع بانون وترامب إلى مرحلة جديدة تعتبر فيها الجمل المهذبة شيئا مثيرا للدهشة.
بانون انتصر في معاركه الكبيرة لفرض رأيه في ساحة المحافظين والانتقال إلى البيت الأبيض كبيرا لمستشاري الرئيس ترامب. لكنه خسر معركة صغيرة مع عائلة الرئيس. أبناء الرئيس وصهره أوصلوا صوتهم لأبيهم أعلى من صوت بانون المستشار. طبعا تم طرد بانون.
الدرس المستفاد من قصة بانون هو خطورة الإعلام البديل. يمكن اليوم لموقع إخباري ضعيف التمويل أن يفعل ما لا تطيقه شبكات إخبارية عملاقة. وقياسا على ذلك يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تحدد ملامح سياسات الدول لو تمتع المدونون بالشجاعة الكافية وكفوا عن الاعتذاريات وهزموا الخوف.

ترامب وستيف بانون
ترامب وستيف بانون

موقع "بريتبارت"
موقع “بريتبارت”

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock