تدوينات تونسية

الشعب التونسي يعيش في حالة طوارئ إقتصادية

الأمين البوعزيزي
في إتصال هاتفي مع إذاعتي قفصة والمنستير؛ للتعليق على الإنتفاض الإجتماعي و”تطوراته”؛
هذه مضامين المداخلتين:
– شهر جانفي في تونس هو شهر المقاومة الإجتماعية منذ عقود طويلة.
– مثلما يفخر ويباهي التونسيون بتراثهم المعماري والأثري والبيئي؛ فإنهم أيضا يفاخرون بانتفاضات جانفي تراثا في المقاومة وتأكيدا أن ثورتهم سيرورة وليست “ربيعا عبريا” كما يهرف التجمعيون والشبيحة ويسار سبعة نوفمبر/ يسار الولي السفيه…..
– المقاومة الإجتماعية هذه الأيام من جنس الإنتفاض الديسمبري شكلا ومضمونا. “الشتغيل استحقاق يا عصابة السراق” شعار ديموقراطي جذري مؤسس.
– قوانين المالية 2018 تستوجب مقاومة من ضحاياها.
– الشعب التونسي ضحية العنف وليس صانعه.
– الشعب التونسي يعيش أسيرا في قبضة حالة طوارئ إقتصادية قوامها التجويع المنظم.
– التخريب الذي يحدث ليلا مهمته الانقضاض على تضحيات المنتفضين وتشويههم وتصويرهم في شكل همج ولصوص!!!
– طيلة شهر الإنتفاض الديسمبري كان التونسيون ضحية للعنف لا ممارسين له. ولكم أن تسألوا من أحرق بعض أملاك الطرابلسية صبيحة 14 جانفي. هل هم الثائرون أم من انقضوا على السلطة واختطفوا تضحيات شعب ثار في وجه طاغية؟؟!!
– الانتفاض الإجتماعي يسائل رئاسات ثلاث هل تحكمون بمقتضى الدستور أم بمقتضى الانقلاب عليه؟!
– المنتفضون يسألونكم: لماذا تتنكرون لأغلب فصول دستور يؤكد على دولة إجتماعية ديمقراطية تعيد بناء عقد إجتماعي جديد مع شعبها قوامه المشروعية قبل الشرعية؟!
– ما يجري هذه الأيام يجب النظر إليه من زاوية رسائله لا من زاوية هوامشه المنفلته.. ففي أمريكا وسائر ما يسمى بالديموقراطيات الغربية ساعة إنقطاع كهربائي كفيلة بحدوث أضعاف أضعاف ما يحدث في تونس!!!
– وحدها الدكتاتوريات البشعة تشيطن شعوبها وتزيّن جرائم لصوصها وتمكنهم من التحكم في مفاصل الثروة والقرار…
– أنا لا أؤمن بثرثرة “ثورة ثانية”. فكل ثورة على الثورة تنتج رعبا دمويا يقوده بونابرتيون فاشيون….. وليس السيسي ببعيد ساعة إلتهم مُرسي والمنتفضين عليه!!!
– أعتى الديكتاتوريات انقضت على الحكم بإسم الخبز أيضا!!!
أنا أنتمي تنظيرا وممارسة إلى خط المقاومة المواطنية الإجتماعية السيادية المراكمة لمكاسب 17 ديسمبر مسارا ثوريا ذي نهايات مفتوحة…
الثورة التونسية تنتمي فلسفيا إلى زمن المشترك: تقاوم كل إختطاف لها أكان بإسم دكتاتورية رأس المال المتدين أم المتعلمن كما يحدث منذ سبع سنوات؛ أم بإسم دكتاتورية العمال كما يهرف يسار وظيفي شعاراته ثورية وممارسته انتهازية…
—————– عاشت المقاومة الإجتماعية السيادية المنتصرة لخيار دولة المواطنين: لا تجويع ولا ترويع؛ لا تبعية ولا تطبيع… على مدار عقود طويلة كان التونسيون عرضة للاضطهاد بتهمة خرقهم للدستور. وهاهم اليوم يقاومون حكاما خدما للصوص دفاعا عن الدستور..
الأمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock